تسجيل الدخول

أبو أمية مولى عمر بن الخطاب
أول نجم أدي في الإسلام
قال عكرمة: زُعِم أنّ عمر بن الخطّاب كاتَب غلامًا له يقال له: أبو أميّة، فلمّا حلّ النجم أتاه به، فقال: يا أبا أميّة خُذْ هذا النجمَ فانتفعْ به؛ فإنـّي أخشى ألا آتي على نجومك، فأخذ أبو أُميّة النجم، وتلا عمر هذه الآية: {وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي ءَاتَاكُمْ} [النور: 33] وزعم عكرمةُ أنـّه أوّل نَجْمٍ أُدِّيَ في الإسلام. وتنجيم الدَّين هو: تحديد وقت قضائه إِمَّا بالشهور، أو بالسنين، وكانت العرب تَجْعل مَطالعَ مَنازِل القمر، ومَساقِطَها مواقيتَ لِحُلول دُيونِها، وغيرها، فتقول: إذا طَلَع النَّجمُ حلَّ عليكَ مالي، فأرادَ به هنا أنه لما ظهر النجم الذي وُقِّتَ به مِيعادُ قضاء الدين أدَّى ذاك الدين.
وروى المبارك بن فضالة عن جده قال: سألت عمر بن الخطّاب عن المكاتبة، قال: فقال لي: كم تعرِض؟ قلت: أعرض مائة أوقية، قال: فما استزادني وكاتبني عليها، وأراد أن يعجّل لي من ماله طائفةً، قال: وليس عنده يومئذ مال، قال: فأرسل إلى حفصة أمّ المؤمنين: إنـّي كاتبتُ غلامي وأريد أن أُعجِّلَ له من مالي طائفةً، فأرسلي إليّ مائتي درهم إلى أن يأتينا شيء، فأرسلَتْ بها إليه قال: فأخذها عمر بن الخطّاب بيمينه، قال: فقرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]، فخذها بارك الله لك فيها! قال: فبارك الله لي فيها، عُتقتُ منها وأصبتُ منها المال الكثير، فسألتُه أن يأذن لي إلى العراق قال: أمَا إذْ كاتبتُك فانطلِقْ حيثُ شِئتَ، قال: فقال لي ناس كاتبوا مواليهم: كَلِّمْ لنا أميرَ المؤمنين أن يكتبَ لنا كِتابًا إلى أمير العراقِ نُكْرَم به، قال: وعلمتُ أنّ ذلك لا يوافقهُ، فاستحييتُ من أصحابي، قال: فكلّمتُه فقلتُ: يا أمير المؤمنين اكتُبْ لنا كِتابًا إلى عاملك بالعراق نُكْرَم به، قال: فغضب وانتهرني، ولا والله ما سبّني سُبّةً قطّ، ولا انتهرني قطّ قبلها، فقال: أتريد أن تظلِم النـّاسَ؟ قال: قلت: لا، قال: فإنّما أنت رجل من المسلمين يسعُك ما يسعُهم، قال: فقدمتُ العراق فأصبتُ مالًا، وربحتُ ربحًا كَثِيرًا، قال: فأهديتُ له طُنْفُسَةً، ونَمَطًا، قال: فجعل يطاويني ويقول: إنّ ذا لَحَسَن، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين؛ إنّما هي هَدِيَّةٌ أهديتُها لك، قال: إنـّه قد بَقِي عليك من مكاتبَتِك شيءٌ، فبعْ هذا واستعنْ به في مكاتبتك، فأبى أن يقبل.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال