1 من 1
ذكر ابن الأثير في كتاب "أسد الغابة": أن كعب بن مالك لم يتخلف عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِلا في غزوة بدر وتَبُوك؛ أَما بدر فلم يعاتِب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيها أَحدًا تخلَّف؛ للسرعة، وأَما تبوك فتخلف عنها لشدة الحرّ، فهو أَحد الثَّلاَثة الذين خُلِّفوا، وهم: كعب بن مالك، ومُرَارة بن ربيعة، وهلال بن أَمية، فأَنزل الله عز وجل فيهم: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}.. [التوبة: 118] الآيات، فتاب عليهم، قال كعب: "فانطلقت إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فإِذا هو جالِس في المسجد، وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، فجلست بين يديه، فقال: "أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ"، فقلت: يا نبي الله، أَمن عند الله أَم من عندك؟ قال: "بَلْ مِنْ عِنْدِ الله"؛ ثُمَّ تَلَا هؤلاءِ الآيات: {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَِّبيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَاْلأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117].