1 من 1
روى عكرمة، عن ابن عباس أن رجلًا كانت له نخلة، فرُعها في دار رجل فقير ذي عيال، وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصعد النخلة ليأخذ منها التمر، فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من نخلته حتى يأخذ التمرة من فمهم، فإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج التمرة من فيه، فشكا الرجلُ ذلك إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة فقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "اذهب"، ولقي صاحب النخلة وقال: "تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان، ولك بها نخلة في الجنة" فقال له الرجل: إن لي نخلًا كثيرًا وما فيها نخلة أعجب إلي ثمرة منها، ثم ذهب الرجل فلقي رجلًا هو ابن الدحداح كان يسمع الكلام من رسول الله صََّلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها؟ قال: "نعم"، فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة فساومها منه، فقال له: أشعرت أن محمدًا أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت: يعجبني ثمرها، فقال له الآخر: أتريد بيعها؟ قال: لا، إلا أن أعطى بها ما لا أظنه أعطي، قال: فما مُناك، قال: أربعون نخلة، قال له الرجل: لقد جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة! ثم سكت عنه فقال له: أنا أعطيك أربعين نخلة، فقال له: أشهد لي إن كنت صادقًا، فمر ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة، ثم ذهب إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي فهي لك، فذهب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال: إن النخلة لك ولعيالك فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَالَليْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى. وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: 1: 4].