أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
أبان بن عثمان بن عفّان:
أمّه أمّ عمرو بنت جُنْدب بن عمرو، فَوَلَدَ أبانُ بن عثمان: سعيدًا وبه كان يكنى؛ وأُمُّه ابنة عبد الله بن عامرِ، وعمرَ، وعبدَ الرحمن، وأمَّ سعيد؛ وأمّهم أمّ سعيد بنت عبد الرحمن بن الحارث، وعُمَرَ الأصغر، ومروانَ، وأمَّ سعيد الصغرى لأمّ ولد. قال خارجة بن الحارث: كان بأبان وَضَحٌ كثير؛ فكان يخضب مواضعه من يده، ولا يخضبه في وجهه، وقال محمد بن عمر: وكان به صَمَم شديد، وقال بلال بن أبي مسلم: رأيتُ أبان بن عثمان بين عينيه أثر السجود قليلًا، وقال داود بن سِنان مولى عمر بن تميم الحكمي: رأيتُ أبان بن عثمان يصفّر لحيته، وقال داود بن سنان: رأيتُ أبان بن عثمان يصفّر رأسه ولحيته بالحنّاء. وروى أبان عن أبيه، وكان ثقةً وله أحاديث، وروى الحجّاج بن فُرافصة عن رجلٍ قال: دخلتُ على أبان بن عثمان فقال أبان: من قال حين يصبح لا إله إلّا الله العظيم، سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوّة إلّا بالله عوفي من كلّ بلاء يومئذٍ؛ قال: وبأبان يومئذٍ الفالج، فقال: إنّ الحديثَ كما حدّثتُك إلّا أنّه يومَ أصابني هذا لم أكن قلتُه. وروى محمد بن عمر عن بعض أصحابه قال: كان يحيَى بن الحكم بن أبي العاص على المدينة عاملًا لعبد الملك بن مروان، وكان فيه حُمْق فخرج إلى عبد الملك وافدًا عليه بغير إذن من عبد الملك، فقال عبد الملك: ما أقدمك علي بغير إذني؟ من استعملتَ على المدينة؟ قال: أبان بن عثمان بن عفّان، قال: لا جرم لا ترجع إليها، فأقرّ عبد الملك أبانًا على المدينة، وكتب إليه بعهده عليها، فعزل أبان عبد الله بن قيس بن مَخْرَمة عن القضاء، وولّى نوفل بن مساحق قضاء المدينة، وكانت ولاية أبان على المدينة سبع سنين، وحجّ بالناس فيها سنتين، وتوفّي في ولايته جابر بن عبد الله، ومحمد بن الحنفيّة؛ فصلّى عليهما بالمدينة وهو والٍ، ثمّ عزل عبد الملك بن مروان أبانًا عن المدينة، وولّاها هشام بن إسماعيل، قال محمد بن عمر: أصاب الفالج أبانًا سنة قبل أن يموت، ويقال بالمدينة فالج أبان لشدّته، وتوفّي أبان بالمدينة، في خلافة يزيد بن عبد الملك.