تسجيل الدخول


الفرزدق

الفَرزْدَق بن غالب بن صعصعة المجاشعي:
أورده أبو بكر بن أبي علي، وروى صعصعة بن معاوية، عن الفرزدق: أنه أتَى النبيَّ صلى الله عل وآله فقرأ عليه: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] إلى آخر السورة، فقال: حسبي، لا أبالي ألَّا أسمع غيرها. قَالَ أبُو مُوسَى: هذا وهم، ولعله أراد عن صعصعة عَمّ الفرزدق، مع أن صعصعة إنما هو عم الأحنف. وقيل: أن الفرزدق بلغ مائة وثلاثين سنة، وقال الفرزدق عن نفسه: خضت الهجاء في زمن عثمان. قال ابن حجر العسقلاني: فهذا يدل على أنه قارب المائة، لأنه بين وفاته ووفاة عثمان خمس وسبعون سنة؛ قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين، وأقلّ ما يبلغ من يخوض الهجاء مَنْ يقارب العشرين. وَقَالَ الْمرزَبَانِيُّ: كان الفرزدق مُنشدًا جَوادًا فاضلًا وجيهًا عند الخلفاء، والأمراء، وأكثرُ أهل العلم يقدمونه على جرير، ومن تشبيهات الفرزدق قوله:
وَالشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي الشَّبَابِ كَأنَّه لَيلٌ يَصِيـحُ بِجَانِبَيْـهِ نَهَـارُ
وهو القائل:
تَصَرَّمَ عَنِّي وُدُّ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ وَمَا خِلْتُ دَهْرِي وُدَّهُمْ يَتَصَرَّمُ
قَوارِصُ تَأتِينِي وَيَحْتَقِـــروُنَهَا وَقَـدْ يَمْلأ القَطْـــــرُ الإنَاءَ فَيُعْمِـمُ
وَقَالْ المرزَبَانِيُّ: صحّ أنه قال الشعر أربعًا وسبعين سنة؛ لأن أباه أتى إلى عَلِيّ، وذلك في سنة ست وثلاثين، ومعه ابْنُه الفرزدق، فقال له: مَنْ أنت؟ قال أنا غالب بن صعصعة المجاشعي؛ قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم قال: فما فعلَتْ إبلك؟ قال: دعْدعَتها الحقوق والنوائب. قال: ذاك خير سبيلها. فقال: مَنْ هذا الفتى معك؟ قال: ابني الفرزدق، وهو شاعر؛ فقال: عَلّمه القرآن، فإنه خير له من الشعر. فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نَفْسَه وآلَى أن لا يحلّ نفسه حتى يحفظ القرآن، ومات الفرزدق سنة عشر ومائة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال