هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث المرادي...
هانئ بن عُرْوة بن الفضفاض المُرَادي الغطيفي:
مخضرم، سكن الكوفة، وكان من خواص عليّ، ولما بايع أهل الكوفة مسلم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على هانئ بن عروة، فلما قدم عُبيد الله بن زياد قَتَلَ مسلم بن عقيل، وقَتَلَ هانئ بن عروة. وذكر ابْنُ سَعْدٍ: أن مسلمًا قدم الكوفة مستخفيًا، والنّعمان بن بشير أمير الكوفة، فبلغ يزيد بن معاوية مَسِير الحسين بن علي قاصدًا الكوفة، فخشي أنَّ النّعمان لا يقاومه، فكتب إلى عبد الله بن زياد، وهو أمير البصرة يضم إليه إمرة الكوفة، فقدمها وصُحْبته شريك بن الأعور الحارثيّ، فنزل شريك على هانئ بن عروة وتمارض، فعاده عبيد الله بن زياد، فأرادوا الفَتْك به، ففطن ورجع مسرعًا، واستدعى بهانئ بن عُروة، فأدخل علي يزيد القصر وهو ابْنُ بِضْع وتسعين سنة، فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحزَّ رأسه، ورمى به من أعلى القصر. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة": "والقصّة مشهورة في جزء مقتل الحسين، والغرضُ منها قوله: إنه جاوز التسعين، فيكون أدرك من الحياة النبويّة فوق الأربعين؛ فهو من أهل هذا القسم"؛ وهو قسم المخضرمين الذين لم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولا رأوه سواء أسلموا في حياته، أم لم يسلموا، وهؤلاء ليسوا أصحابه.