تسجيل الدخول

أبو ذر الغفاري
العبادة
الزهد
روى محمّد بن سيرين أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لأبي ذرّ: "إذا بلغ البِنَاءُ سَلْعًا فاخرج منها، ونحا بيده نحو الشأم ولا أرى أمراءك يَدَعونَك!" قال: يا رسول الله أفلا أقاتل مَن يحول بيني وبين أمرك؟ قال: " لا"، قال فما تأمرني؟ قال: "اسْمَعْ واطِعْ ولو لعبدٍ حَبَشيّ"(*).
قال: فلمّا كان ذلك خرج إلى الشأم، فكتب معاوية إلى عثمان: إنّ أبا ذرّ قد أفسد الناس بالشأم، فبعث إليه عثمان فقدم عليه، ثمّ بعثوا أهله من بعده فوجدوا عنده كيسًا أو شيئًا فظنّوا أنّها دراهم، فقالوا: ما شاء الله! فإذا هي فلوس، فلمّا قدمَ المدينةَ قال له عثمان: كُنْ عندي تغدو عليك، وتروح اللقاح، قال: لا حاجة لي في دنياكم، ثمّ قال: ائْذَنْ لي حتى أخرج إلى الرّبَذَة، فأذن له فخرج إلى الربذة، وقد أقيمت الصلاةُ وعليها عبدٌ لعثمان حبشيّ فتأخّر فقال أبو ذرّ: تَقَدّمْ فصلّ فقد أُمِرْتُ أن أسْمَعَ وأطيعَ ولو لعبدٍ حَبشيّ فأنت عبد حبشيّ.
وروى مالك بن دينار أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها؟" فقال أبو ذرّ: أنا، فقال له النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "صدقتَ"، ثمّ قال: "ما أظَلّتِ الخَضْراءُ، ولا أقَلّتِ الغَبْراءُ، على ذي لَهْجَة أصدق من أبي ذرّ، مَن سرّه أن ينظر إلى زُهْدِ عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ"(*).
وروى عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي ذرّ أنّه رآه في نَمِرَة مُؤتَزِرًا بها قائمًا يصلّي، فقلتُ: يا أبا ذرّ أما لك ثوب غير هذه النمرة؟ قال: لو كان لي لرأيتَه عليّ، قلتُ: فإنّي رأيتُ عليك منذ أيّام ثوبين، فقال: يا ابن أخي أعطيتُهما مَن هو أحوج إليهما مني، قلتُ: والله إنّك لمحتاج إليهما قال: اللهمّ غَفرًا، إنّك لمعظّم للدنيا، أليس ترى عليّ هذه البُرْدة، ولي أُخْرى للمسجد، ولي أعْنُزٌ نحلبها، ولي أحْمِرَةٌ نحتمل عليها ميرتَنا، وعندنا مَن يخدمنا ويكفينا مهْنَةَ طعامِنا، فأيّ نعمةٍ أفضل ممّا نحن فيه؟!، وروى أبو شُعْبة قال: جاء رجل من قومنا أبا ذرّ يعرض عليه، فأبَى أبو ذرّ أن يأخذ، وقال: لنا أحمرة نحتمل عليها، وأعْنُزٌ نحلبها، ومُحرَّرة تخدمنا، وفضل عباءة عن كِسْوتنا، وإني لأخاف أن أحاسَبَ بالفضلِ.
وروى عيسى بن عُميلة الفَزاريّ قال: أخبرني من رأى أبا ذرّ يحلب غُنيمة له، فيبدأ بجيرانه وأضيافه قبل نفسه، ولقد رأيتُه ليلةً حلب حتى ما بقي في ضُروع غنمه شيء إلاّ مَصَرَه، وقرَّب إليهم تمرًا وهو يسير، ثمّ تعذَّر إليهم وقال: لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به، قال: وما رأيتُه ذاق تلك الليلةَ شيئًا.
وروى خالد بن حيان قال: كان أبو ذرّ، وأبو الدَّرداء في مِظَلَّتَيْنِ من شَعْر بدمشق، وروى عبد الله بن خِراش الكعبيّ قال: وجدتُ أبا ذرّ في مظَلّةِ شَعْرٍ بالرّبَذَةِ تحته امرأة سحماء فقلتُ: يا أبا ذرّ تَزَوّج سحماء! قال: أتزوّج من تضعني أحبّ إليّ ممّن ترفعني، وما زال بي الأمر بالمعروف، والنهي عن المُنْكَر حتى ما ترك لي الحقّ صديقًا.
وروى أبو أسماء الرّحبيّ أنّه دخل على أبي ذرّ وهو بالرّبَذة وعنده امرأة له سوداء مشنّفة، ليس عليها أثر المَجاسِد ولا الخلوقِ، قال فقال: ألا تنظرون ما تأمرني به هذه السّويداء؟ تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيتُ العراق مالوا عليّ بدنياهم، ألا وإنّ خليلي عهد إليّ أنّ دون جِسْر جهنّم طريقًا ذا دَحْضٍ ومَزَلّة، وإنّا أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير(*).
وروى عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: كُسِيَ أبو ذرّ بُرْدَينِ فأتَزَرَ بأحدهما، وارتدي بشِمْلَةٍ، وكسا أحدهما غلامَه، ثمّ خرج على القوم فقالوا له: لو كنتَ لبستَهما جميعًا كان أجمل، قال: أجل ولكني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "أطْعِموهم ممّا تأكلون، وألبسوهم ممّا تكسون"(*).
وروى إبراهيم التّيمي، عن أَبيه، عن أَبي ذرّ قال: كان قُوتِي على عَهْد رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صَاعًا من تَمْر، فلَسْتُ بزائدٍ عليه حتى أَلْقَى الله تعالى.
وروى عِراك بن مالك قال: قال أبو ذرّ: إني لأقرَبُكم مجلسًا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم القيامة، وذلك أني سمعتُه صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، مَن خرج من الدنيا كهيئة ما تركتُه فيها، وإنّه والله ما منكم من أحد إلاّ وقد تشبّث منها بشيء غيري"(*).
التواضع
التمسك بالاسلام
الانفاق في سبيل الله
العلم
الدعوة
الخوف
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال