تسجيل الدخول


حباب بن المنذر

((الحُبَاب بن المنذر بن الجَمُوح: بن زيد بن حَرَام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي)) ((خَبّاب بن المنذر بن عَمْرو بن الجموح الأنصاريّ. استدركه أَبُو مُوسَى وعزَاه لموسى بن عقبة في البدريين. قلت: وهو تصحيف شنيع، وإنما هو الحُبَاب، بضم المهملة وتخفيف الموحدة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((خبابُ بن المُنْذرِ بن الجَمُوح؛ ذكره ابن فليح في مغازيه عن الزهري، وقال: شهد بدرًا. أخرجه أبو موسى هاهنا مختصرًا، وقال: هو حباب، يعني بالحاء المهملة، قال: ولم نجد هذا إلا عند ابن فليح.)) ((كان يقال له: ذو الرأي، لما أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي البغدادي، بإسناده إلى ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير "ح" قال ابن إسحاق: وحدثني الزهري، ومحمد بن يحيى بن حَبَّان، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد اللّه بن أبي بكر، وغيرهم من علمائنا، فيما ذكرت من يوم بدر قالوا: "وسار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يبادرهم، يعني قريشًا، إليه، يعني إلى الماء، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه، فقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه، ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالحَرْبُ وَالمَكِيدَةُ"، قال الحباب: يا رسول الله، ليس بمنزل، ولكن انهض حتى تجعل القُلُب كلها من وراء ظهرك، ثم غَور كل قليب بها إلا قليبًا واحدًا، ثم احفر عليه حوضًا، فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون، حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قَدْ أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ"، ففعل ذلك.(*) وشهد الحباب المشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو القائل يوم سقيفة بني ساعدة، عند بيعة أبي بكر: أنا جُذَيْلها المحكك، وعُذَيْقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، توفي الحباب في خلافة عمر بن الخطاب. روى عنه أبو الطفيل عامر بن وائلة. أخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]]. قوله: جُذَيْلها، هو تصغير جِذْل؛ أراد العود الذي يُنْصَبُ للإبل الجَرْبَى لتحتكَّ به، أي أنا ممن يُسْتَشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك؛ وعُذَيقها: تصغير عَذْق، بالفتح، وهو النخلة؛ والمُرَجَّب: الرُّجْبَةُ هو أن تُدْعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، يقال: رَجَّبْتُها فهي مُرَجَّبة. يحيى بن حبان: بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره نون.))
((يكنى أبا عمر، وقيل: أبا عمرو)) أسد الغابة.
((أمّه الشَّموس بنت حقّ بن أمَة بن حرام.)) ((الحُباب هو خال المنذر بن عمرو الساعديّ أحد النقباء وهو الذي قُتل يوم بئر معونة، وقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أعْنَقَ ليَموتَ".(*)))
((كان لحُباب من الولد خَشْرَم وأمّ جميل وأمّهما زينب بنت صيفيّ بن صخر بن خنساء من بني عبيد بن سلمة)) ((تُوفّي الحُُباب ابن المنذر في خلافة عمر بن الخطّاب وليس له عقب‏.))
((أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عِكْرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نزل منزلًا يوم بدر فقال الحُباب بن المنذر: ليس هذا بمنزل، انطلقْ بنا إلى أدْنَى ماءٍ إلى القوم ثمّ نبني عليه حوضًا ونقذف فيه الآنية فنشرب ونقاتل ونعوّر ما سواها من القُلُب، قال فنزل جبريل، عليه السلام، على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: الرّأيُ ما أشار به الحُباب بن المنذر، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا حُباب أشَرْتَ بالرأي"، فنهض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ففعل ذلك.(*) أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، استشار الناس يوم بدر فقام الحُباب بن المنذر فقال: نحن أهل الحرب أرى أن نعوّر المياه إلا ماء واحدًا نلقاهم عليه. قال واستشارهم يومَ قُريظة والنضير، قال فقام الحُباب بن المنذر فقال: أرى أن ننزل بين القصور فنقطع خبر هؤلاء وخبر هؤلاء عن هؤلاء. فأخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بقوله.(*) أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن قدامة عن عمر بن الحسين قال: كان لواء الخزرج يوم بدر مع الحُباب بن المنذر، قال محمّد بن عمر: شهد الحُباب بدرًا وهو ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة، وأجمعوا جميعًا على شهوده بدرًا ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرًا، وهذا عندنا منه وَهَلٌ لأنّ أمر الحُباب بن المنذر في بدر مشهور. وشهد الحُباب أُحُدًا وثبت يومئذٍ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وبايعه على الموت))
((شهد سقيفة بني ساعدة حين اجتمعت الأنصار لتبايعَ سعدَ بن عُبادة، وحضر أبو بكر وعمر وأبو عُبيدة بن الجرّاح وغيرهم من المهاجرين فتكلّموا فقال الحُباب بن المنذر: أنا جُذيلها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب، منّا أمير ومنكم أمير. ثمّ بُويع أبو بكر وتفرّقوا)) الطبقات الكبير. ((قال ابن سعد وغيره: شهد بَدْرًا، قال: وكان يكنى أبا عمر، وهو الذي قال يوم السقيفة: أنا جُذَيـْلها المحككّ، وعُذَيقها المُرَجَّب، رواه عبد الرزاق عن مَعْمَر، عن الزهري عن عُرْوة. وقال ابْنُ إسْحَاقَ في السيرة: حدثني يزيد بن رُومان، عن عروة، وغَيْر واحد في قصة بَدْر. فذكر قول الحُبَاب: يا رسولَ الله، هذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعدّاه أم هو الرأي والحرب؟ فقال: "بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالحَرْبُ" فقال الحباب: كلا ليس هذا بمنزل فَقَبِلَ منه النَّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم(*). وروى ابْنُ شَاهِينَ بإسناد ضعيفٍ من طريق أبي الطفَيل، قال: أخبرني الحباب بن المنذر، قال:أشَرْتُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم برأيين، فقبل مني: خرجتُ معه في غزاة بَدْر... فذكر نحو ما تقدم. قال: وخيّر عند موته فاستشار أصحابَه فقالوا: تعيش معنا، فاستشارني فقلت: اختر يا رسول الله حيث اختارك ربك، فقبل ذلك مني. قال ابْنُ سَعْدٍ: مات في خلافة عمر، وقد زاد على الخمسين؛ ومن شعر الحباب بن المنذر:

أَلَمْ تَعْلَمَــــا لِلَّهِ دَرُّ أَبِيكُــمَا وَمَا النَّاسُ إِلاَّ أَكْمَهٌ وَبَصِيرُ

بِأَنــَّا وَأَعْدَاءَ النَِّبيِّ مُحَـمَّدٍ أُسُودٌ لَهَا فِي العَالمَـِينَ زَئيرُ

نَصَرْنَا وَآويَنَا النَِّبيَّ، وَمَالَهُ سِوَانَا مِن اهْلِ الملَّتَينِ نَصِيرُ
[الطويل])) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال