1 من 2
الشموس بنت النعمان بن عامر بن مجمّع الأنصارية.
مدنية، روَى عنها عبيد بن وديعة أَنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حين بَنى مسجده كان جبرائيل يؤمّ الكعبة له ويقيم له قبْلَةَ المسجد(*)، ذكرها أبو عمر مختصرًا. ووصله ابنُ أبي عاصم، والحديث المذكور من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن عاصم ابن سويد، عن عتبة، وأخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة، عن محمد بن الحسن المخزومي، عن عاصم مطوّلًا. وكذلك أخرجه الحسن بن سفيان وابن منده، من طريق سلمة، عن عاصم بن سُويد، لكن خالف في شيخ عاصم؛ فقال: عن أبيه، عن الشموس بنت النعمان؛ قالت: كأني أَنظر إلى رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم حين قدم وأَسّس هذا المسجد مسجد قباء، فرأيته يأخذ الصخرة أو الحَجَر، وأنا أنظر إلى بياضِ التراب على بطنه، فيأتي الرجل فيقول: يا رسول الله، أعطني أكْفِك، فيقول: "لَا، خُذْ حَجَرًا مِثْلَهُ". حتى أَسَّسه، ويقول: "إِنِّ جِبْرِيلَ يَؤُمُّ الكَعْبَةَ". فكان يقال: إنه أقوم مسجد قبلةً.(*)
وفي رواية محمد بن الحسن بالسند المذكور إلى عتبة ـــ أنَّ الشموسَ بنت النعمان أخبرته، وكانت من المبايعات، فذكره؛ وفيه: فيأتي الرجل من قُريش أو الأنصار. وفيه: فيقولون تراءَى له جبريل حتى أَمَّ له القِبْلة، قال عتبة: فنحن نقول: ليس قبلة أعدل منها.
وقد استشكل ابن الأثير قوله في رواية شبابة يؤمُّ الكعبة بأن القبلة حينئذ كانت إلى بيت المقدس، ثم حولت إلى الكعبة بعد ذلك؛ وخطر لي في جوابه أنه أَطلق الكعبة وأَراد القبلة أو الكعبة على الحقيقة، وإذا بَيَّن له جهتها كان إذا استدبرها استقبل بيْتَ المقدس، وتكون النكتة فيه أَنه سيحول إلى الكعبة، فلا يحتاج تقويم آخر، فلما وقع لي سياق محمد بن الحسن رجّح الاحتمال الأول.
(< جـ8/ص 204>)
2 من 2
الشَّموس الأنصارية.
لها قصةٌ مع أبي مِحْجَن في خلافة عمر مقتضاها أَنْ تكون من الشرط، لأَنّ مَنْ تكون متزوّجة بحيث يحتاج مَنْ رآها إلى الحيلة في التوصل إلى التملي برؤيتها بحيث يستعدي زَوْجها عليها أن تكونَ أدركت العَصْرَ النبوي، وكانت القصة قبل فَتْحِ القادسية، ذكرت القصة في ترجمة أبي محجن في كنَى الرجال [[ذكر ابْنُ الأَعْرَابِيِّ؛ عن ابن دَأْب ــ أن أبا محجن هوى امرأةً من الأنصار يقال لها شموس، فحاول النظر إليها فلم يقدر فآجر نَفْسَه من بَنّاء يبني بيتًا بجانب منزلها، فأشرف عليها من كوة فأنشد:
وَلَقَدْ نَظَرْتُ إِلَى الشُّمُوسِ وَدُونَهَا حَرَجٌ مِنَ الرَّحْمَنِ غَيْرُ قَلِيلِ
[الكامل]
فاستعدى زَوْجُها عمر، فنفاه، وبعث معه رجلًا يقال له أبو جهراء كان أبو بكر يستعين به... فذكر القصة؛ وفيها أن أبا جهراء رأَى مِنْ أبي محجن سيفًا فهرب منه إلى عمر، فكتب عمر إلى سعد يأمره بسجنه... فسجنه فذكر قصته في القتل في القادسية.]] <<من ترجمة أبي محجن الثقفي" الإصابة في تمييز الصحابة">>.
(< جـ8/ص 205>)