تسجيل الدخول


الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب

الحُبَاب بن المنذر بن الجَمُوح الأنصاري الخزرجي، ثم السلمي، وقيل: خَبابُ.
أخرجه ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى مختصرًا، ويُكنى أبا عمر، وقيل: أبا عمرو، وأمّه الشَّموس بنت حقّ بن أمَة بن حرام، وهو خال المنذر بن عمرو الساعديّ أحد النقباءوهو الذي ــ يعني: المنذر ــ قُتل يوم بئر معونة، وقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أعْنَقَ ليَموتَ"(*)، وشهد الحُبَاب بدرًا، وجاء في الروايات: "سار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يبادرهم ــ يعني: قريشًا ــ إليه ــ يعني: إلى الماء ــ فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه، فقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه، ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالحَرْبُ وَالمَكِيدَةُ"، قال الحباب: يا رسول الله، ليس بمنزل، ولكن انهض حتى تجعل القُلُب كلها من وراء ظهرك، ثم غَور كل قليب بها إلا قليبًا واحدًا، ثم احفر عليه حوضًا، فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون، حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قَدْ أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ"، ففعل ذلك(*).
شهد الحباب المشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو القائل يوم سقيفة بني ساعدة، عند بيعة أبي بكر: أنا جُذَيْلها المحكك، وعُذَيْقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، وقوله: جُذَيْلها، هو تصغير جِذْل أراد العود الذي يُنْصَبُ للإبل الجَرْبَى لتحتكَّ به، أي أنا ممن يُسْتَشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك، وعُذَيقها: تصغير عَذْق، وهو النخلة، والمُرَجَّب: الرُّجْبَةُ هو أن تُدْعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، ويقال: رَجَّبْتُها فهي مُرَجَّبة، وكان له من الولد: خَشْرَم، وأمّ جميل؛ وأمّهما زينب بنت صيفيّ بن صخر، من بني عبيد بن سلمة، وقال محمّد بن عمر: شهد الحُباب بدرًا وهو ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة، قال ابن حجر العسقلاني: "أجمعوا جميعًا على شهوده بدرًا ولم يذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد عنده بدرًا، وهذا عندنا منه وَهَلٌ لأنّ أمر الحُباب بن المنذر في بدر مشهور"، وشهد أُحُدًا وثبت يومئذٍ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وبايعه على الموت، وروى ابْنُ شَاهِينَ بإسناد ضعيفٍ من طريق أبي الطفَيل، قال: أخبرني الحباب بن المنذر، قال: أشَرْتُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم برأيين، فقبل مني: خرجتُ معه في غزاة بَدْر... فذكر نحو ما تقدم، قال: وخيّر عند موته فاستشار أصحابَه فقالوا: تعيش معنا، فاستشارني فقلت: اختر يا رسول الله حيث اختارك ربك، فقبل ذلك مني، ومن شعر الحباب بن المنذر:
أَلَمْ تَعْلَمَــــا لِلَّهِ دَرُّ أَبِيكُــمَا وَمَا النَّاسُ إِلاَّ أَكْمَهٌ وَبَصِيرُ
بِأَنــَّا وَأَعْدَاءَ النَِّبيِّ مُحَـمَّدٍ أُسُودٌ لَهَا فِي العَالمَـِينَ زَئيرُ
نَصَرْنَا وَآويَنَا النَِّبيَّ، وَمَالَهُ سِوَانَا مِن اهْلِ الملَّتَينِ نَصِيرُ
قال ابْنُ سَعْدٍ: "مات في خلافة عمر، وقد زاد على الخمسين"، وليس له عقب.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال