الضحاك بن مزاحم الهلالي
الضحّاك بن مُزاحِم الِهلالي:
يكنى أبا القاسم. ذكر جُوَيْبر أو غيره أنّ الضحّاك وُلد لسنتين ــ يعني حَمْله سنتين ــ وقد ثُغر. قال قُرّة بن خالد: كان خاتم الضحّاك فضّة فيه فَصّ شبهُ القوارير، وكان نقشه صورة طائر. روى القاسم بن مالك المُزَني، عن رجل قال: رأيتُ على الضّحّاك قلنسوة ثعالب. والضحاك من أهل بلخ، وقال: تَلِدُ المرأة لسنتين. قال بشير بن سلمان: كنتُ في كُتّاب الضّحّاك بن مزاحم. قال سفيان: كان الضحّاك يعلّم ولا يأخذ شيئًا. قال عبد الملك بن ميسرة: الضحّاك لم يلقَ ابن عبّاس إنّما لقي سعيدَ بن جبير بالرّي، فأخذ عنه التفسير. قال الضّحّاك: لقد أدركتُ أصحابي وما يتعلّمون إلاّ الورع. قال أخو الضّحّاك بن مزاحم: لما حضرت الضّحّاك الوفاةُ أرسل إليّ فقال: لا أحسبُني إلاّ ميّتًا فيما بيني وبين الصبح، فلا أُلْفَينّك إذا مُتّ تُنادي مات الضّحّاك مات الضّحّاك، من يسمع النداء جاء، اضْرِبْ يدك في غُسْلي، وأكثر في مساجدي من الطيب، وكفّنّي في الأكفان من هذه البياض وَسَطًا من هذه الأكفان، وإيّاك وما أحدث النّاس من هذا الضريح، ادْفّني في لحد، فإذا حملتْني الرجال على عواتقها فلا أُلفينّك تمشي بي مَشْيَ العروسِ، مشيًا بين المَشْيين دون الخَبَب وفوق الخُطى، فإن وجدتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ وإلاّ فمن خشاش الأرض، فإذا وضعتَني في لحدي فسوّيتَ عليّ اللبنَ فارْفع لبنة من عند رأس أخيك، ثمّ انْظر إلى مضجعه، ثمّ شُنْ شأنك؛ فإذا دفنتَني ونَفَضَتِ الرّجال أيديها عنّي فقُمْ عند رأس قبري واستقبل القبلة، ثمّ نادِ ثلاثة أصوات تُسْمع أصحابك: اللهمّ إنّك قد أجلستَ الضّحّاك في قبره تسائله عن ربّه وعن دينه وعن نبيّه، فَثَبِّتْهُ بالقَوْلِ الثابتِ في الحياة الدّنْيا وَفي الآخرة، ثمّ انصرف. قال الأجلح: قال لي الضّحّاك بن مزاحم: اعْمَلْ قبل أن لا يستطيع أن تعمل، قال الأجلح: ويكون هذا؟ قال: فأنا أريد أن أعمل اليوم فما أستطيع. قال الضحّاك عند موته لأخيه: لا يُصَلّيَنَ عليّ غَيْرك، ولا تَدَعَنّ الأمير يصلّي عليّ، واذكر منّي ما علمتَ. قال بُديل: أوصانا الضّحّاك: ألا تبطحوني على وجهي، ولا تمسحوا بطني، واغْسلوني من وراء الثوب، أو قال: القميص. قالوا: وكان الضّحّاك قد أتى خُراسان، فأقام بها، وسمعوا منه، ومات سنة خمسٍ ومائة.