تسجيل الدخول


جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي

جَمِيلُ بن مَعْمَر بن حَبِيب القرشي الجمحي:
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، وزاد أبو موسى في نسبه فقال: جميل بن معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب، وقال ابن الأثير: والأول أصح، وقال ابن حجر، وأَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ في "الكَامِلِ": "لا نَسب بينه وبين جميل بن عبد الله بن معمر العذريّ الشّاعر المشهور صاحب بثَيْنَة"، وكان يسمى ذا القَلْبَيْن فيما ذكره الزّبير عن عمّه مصعب، قال: وفيه نزلَتْ: ‏{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4‏]، قال ابن شهاب: ذو القلْبَين من بني الحارث بن فهر‏.
أخو سفيان بن معمر، وعمّ حاطب وحطّاب ابني الحارث بن معمر، وكانا من مهاجرةِ الحبشة، قال الزّبير: ليس لجميلٍ وسفيان ابني معمر عَقب، والعقب لأخيهما الحارث بن معمر.
أسلم جميل عام الفتح، وكان مسنًا، وشهد مع رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حُنينًا، فقَتل زُهير بن الأبجر الهذلي مأسورًا، وقيل:‏ إن زهيرًا هذا هو أخو خراش وكان يعرف بالعجوة، وقيل: زهير بن العجوة ابن عم أبي خراش، وكان جميل بن معمر الجُمَحي قد قَتَل أخاه زهيرًا المعروف بالعَجْوَة يوم فَتْح مكة مسلمًا، وقيل: بل كان زهير ابن عمه، وذكر ابن هشام، وقال أبو عبيدة: أسر زهير العجوة الهذلي يوم حُنَين وكتف، فرآه جميل بن معمر، فقال: أنت الماشي لنا بالمعايب فضرب عنقه، وكان يومئذ جميل بن معمر كافرًا ثم أسلم بعد، وكان أتاه من ورائه، وهو موثَق فضربه، وقد قيل: إنه قتله يوم حُنين مأسورًا وجميل يومئذ مسلم، فقال أبو خِراش يرثيه ــ وكان ابن عمه ـ يخاطب جميل بن معمر:‏
فَجَّعَ أَضْيَافِي
جَمِيلُ بْنُ معْمَرٍ
بِذِي مَفْخَرٍ تَأْوِي إِلَيهِ الأَرَامِـلُ
طَوِيلُ نِجَادِ السَّيْفِ لَيْسَ بِجَيْدَرٍ إِذَا اهْتَزَّ وَاسْتَرْخَتْ عَلَيهِ الحَمَائِلُ
إِلَى بَيْتِهِ يَأْوِي الغَرِيبُ إِذَا شَتَا وَمُهْتَلِكٌ
بِالِـي الدَّريسَيْنِ عَائِلُ
تَكَـادُ
يَدَاهُ
تُسْلِمَانِ
رِدَاءَهُ مِنَ الجُودِ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْهُ الشَّمَائِلُ
فَأَقْسَمَ
لَوْ
لَاقَيتَهُ
غَيْرَ مُوثَقٍ لآبكَ
بِالجزْعِ
الضِّبَـاعِ
النَّوَاهِلِ
وَإِنَّكَ
لَوْ
وَاجَهْتَهُ
وَلَقِيتَـهُ فَنازْلَتَهُ
أَوْ كُنْتَ مِمَّنْ
يُنَـازِلُ
لَكُنْتَ جَمِيلًا أَسْوَأَ النَّاسِ صِرْعَةً وَلَكِنَّ
أَقْـرَانَ
الظُّهُـورِ
مُقَاتِلُ
فَلَيْسَ كعَهْدِ الدَّارِ يَا أُمَّ مَالِكٍ وَلَكِنْ أَحَاطَتْ بِالرِّقَابِ السَّلَاسِـلُ
وَعَادَ الفَتَى كَالكَهْلِ لَيْسَ بِقَائِلٍ سِوَى الحقِّ شَيْئًا فَاسْتَرَاحَ العَوَاذِلُ
قوله: أحاطت بالرقاب السّلاسل، يقول: جاء الإسلام فمنع مِنْ طلب الآثار إلّا بحقها، وقد قيل: إن هذا الشّعر في أخيه عُرْوة بن مرة يرثيه به، و قال المُبَرِّدُ في "الكَامِلِ": شهد جميل بن مَعْمَر الفتح فَتْح مكّة، وقَتل فيها أخًا لأبي خراش الهذلي، وقال ابْنُ يُونُسَ: شهد جَميل بن معمر فَتْح مصر، وشهد مع أبيه الفجار.
ذكر الزّبير بن بكّار قال: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنهما فسمعه قبل أن يدخل عليه يتغنّى بالنّصب:‏
وَكَيْفَ ثَوَائِي بِالمَدِينَةِ بَعْدَمَا قَضَى وَطَرًا مِنْهَا جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرِ
فلما دخل عليه قال: ما هذا يا أبا محمّد؟ قال: إنا إذا خَلَوْنا في منازلنا قُلْنَا ما يقول النّاس، وذكر محمد بن يزيد هذا الخبر، فقلبه وجعل المتغنِّي عمر، والجائي إليه عبد الرّحمن. والزّبيرُ أعلمُ بهذا الشأن، والله أعلم‏.
كان لا يكتم ما استودعه من سر، وقال أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ في "الكَامِلِ": له صحبة، وكان خاصًّا بعمر بن الخطاب، وهو الذي أخبر قريشًا بإسلام عُمر، كما في السيرة لابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، قال: لما أسلم أبي قال: أيُّ قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جَميل بن مَعْمر الجمحي، فأخبره بإسلامه واستكتمه، فنادى بأعلى صوته: إن عمر صبأَ.
مات في أيام عمر، وحزن عليه حزنًا شديدًا؛ وأظنه لما مات قاربَ المائة؛ فإنه شهد حَرْب الفِجار وهو رجل، وكان أبوه من كبار الصّحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال