1 من 2
عبد الله بن شَدّاد بن الهاد الليثي:
تقدم في ترجمة أبيه في القسم الأول سياقُ نسبه [[شَدّاد بن الهاد: واسم الهاد أُسامة بن عَمْرو، حكاه مسلم، وهو المشهور. وأما خليفة فقال: اسْمُ شداد أسامة واسم الهادي عَمْرو، وبهذا جزم أبو عمر ـــ بن عبد الله بن جابر بن بِشْر بن عُتْوَارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة اللّيثي، حليف بني هاشم. وإنما قيل لأبي الهاد؛ لأنه كان يوقد النّار ليلًا للسارِين.]] <<من ترجمة شَدّاد بن الهاد "الإصابة في تمييز الصحابة".>>، ووُلد هو في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأمّهُ سَلْمى بنت عُميس؛ فهو أخو أولاد حمزة بن عبد المطلب لأمهم، وابن خالة أولاد جعفر، وكذا محمد بن أبي بكر، وبعض ولد علي؛ أمهم أسماء بنت عميس.
روى عبد الله عن أبويه وخالاته: ميمونة أم المؤمنين، وأم الفضل زوج العباس، وأسماء بنت عُميس، وعُمر، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، وطلحة، والعباس بن عبد المطلب، وغيرهم.
روى عنه جماعة من كبار التابعين: كرِبعى بن حِرَاش؛ ومن أوساطهم؛ كطاوس؛ ومِنْ صغار التابعين؛ كسعد بن إبراهيم، وأبي إسحاق الشيباني، والحكم بن عُتبة، وغيرهم.
قَالَ: قَالَ المَيْمُونِيّ: سئل أحمد: أَسمع عبد الله بن شداد مِنَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا؟ قال: لا.
وَقَالَ العَجْلِيّ: مِنْ كبار التابعين وثقاتهم، ووثّقه الجماعةُ في الصحيحين وغيرهما.
وقد أرسل شيئًا يأتي بعضُه في ترجمة عبد الله بن الهاد العُتْوَاري في القسم الأخير؛ اتفقوا على أنه فقد في وَقعة الجماجم. قَال العَجْلِيّ: اقتحم فرسه وفرس عبد الرحمن بن أبي ليلى نَهْرَ دُجيل، فذهبا بهما وكذا جزم ابن حبان بأنه غرق بدُجَيل؛ وذلك سنة إحدى أو اثنتين وثمانين.
(< جـ5/ص 11>)
2 من 2
عبد الله بن الهاد.
ذكره الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي وحدان الصحابة. وأورد أبو نعيم من طريقه ثم من رواية عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن عبد الله بن عمرو الجُمَحي، عن عبد الله بن الهاد ــ أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دعائه: "اللَّهُمَّ ثبِّتْني أَنْ أَزِلَّ، واهْدِنِي أن أَضِلَّ، اللَّهمَّ كَما حُلْتَ بينِي وَبَيْنَ قَلْبِي فَحُل بيْنِي وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ".(*)
قال أبو نعيم: في صحبته نظر.
قلت: قد ذكره البَغَوِيُّ، وَابْنُ السَّكَنِ في الصحابة، وأورد له هذا الحديث؛ وكأنهم ظنوا أنه آخر غير عبد الله بن شداد بن الهاد الذي تقدم في القسم الثاني، وأن له رؤية، وليس له سماع، مع أنه وقع في رواية البغوي عن عبد الله بن الهاد العُتْوَاري، وهو هو، وعُتْوَارة بطن من بني ليث؛ وإنما نُسب عبد الله في هذه الرواية لجده، كما نسب أبو شداد إلى جد أبيه الهاد، كما سبق بيانه في ترجمته.
وَأَغْرَبَ ابْنُ فَتْحُونَ في ذيله على الاستيعاب، فجزم بأنه أخو شدّاد بن الهاد، وكأنه مشى على ظاهر ما وقع في هذا السند. والله أعلم.
(< جـ5/ص 165>)