عمير بن ضابئ
عمير بن ضابِئ البُرْجُمي:
قتله الحجاج سنة خمس وسبعين وهو شيخ كبير؛ وذلك أن والده ضابئ بن الحارث بن أَرْطَأة جنى جناية في خلافة عثمان فحبسه، فجاء ابنه عمير بن ضابئ، فأراد الفَتْكَ بعثمان، ثم جبن عنه، وفي ذلك يقول:
هَمَمْتُ وَلَمْ أََفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلاَئِلُهْ
وفيها يقول:
وَقَائِلَةٍ
لاَ يُبْعِدُ اللهُ
ضَابِئًا وَلاَ يَبْعُدَنْ
أَخْلاَقُهُ
وَشَمَائِلُهْ
فلما قدم الحجاج الكوفة أميرًا ندب الناسَ إلى قتال الخوارج، وأمر مناديًا فنادى مَنْ أقام بعد ثلاثة قُتِل، فجاءه بعد ثلاثة عُمير بن ضابئ وهو شيخ كبير، فقال: إني لا حِرَاكَ بي، ولي ولد أَشبُّ مني فأَجِزْهُ بدلًا مني، فأجابه الحجاج لذلك، فقال له عَنْبَسة بن سعيد بن العاص: هذا عُمير بن ضابئ القائل كذا، وأنشده الشعر؛ فأمر به فضرب عنقه، فقال في ذلك عبد الله بن الزّبير الأسديّ من أبيات:
تَجَهَّزْ فَإِمَّا أَنْ تَزُورَ ابْنَ ضَابِئٍ عُمَيرًا وَإِمَّا أَنْ تَزُورَ المُهَلَّبا
وكان الحَجَّاجُ قال له: ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال: حبس أبي وهو شيخ كبير، فقال: هلا بعثت أيها الشّيخ إلى عثمان بديلًا. وكان السّبب في حَبْس عثمان لأبيه: أنه كان استعار مِنْ بعض بني حنظلة كلبًا يصيد به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قَهْرًا، فغضب وهجاهم بقوله من أبيات:
وَأُمَّكُمُ لاَ تَتْرُكُوهَا وَكَلْبَكُمْ فَإِنَّ عُقُوقَ الوَالِدَيْنِ كَبِيرُ
فاستعدَوْا عليه عثمان فحبسه. وروى مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الجَوْهَرِيُّ في "أخبار الخوارج" له عن أبي بكر بن عياش؛ قال: كان عثمان يحبس في الهجاء، فهجا ضابئُ قومًا فحبسه عثمان، ثم استعرضه فأخذ سكينًا فجعلها في أسفل نَعْلِه، فأعلم عثمان بذلك فضربه وردَّه إلى الحبس.