عمير بن ضابئ
((عمير بن ضابِئ: بمعجمة وموحدة بعد الألف البُرْجُمي بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة))
((قتله الحجاج سنة خمس وسبعين وهو شيخ كبير قصته تقدمت في ترجمة والده ضابئ [[ضابئ بن الحارث: بن أَرْطَأة بن شهاب بن عبيد بن حادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ـــ هكذا نسبه ابن الكلبيّ، له إدراك، وجنى جناية في خلافة عثمان فحبسه، فجاء ابنه عمير بن ضابئ، فأراد الفَتْكَ بعثمان، ثم جبن عنه، وفي ذلك يقول:
هَمَمْتُ وَلَمْ أََفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلاَئِلُهْ
[الطويل]
وفيها يقول:
وَقَائِلَةٍ لاَ يُبْعِدُ اللهُ ضـــــــــــاَبِئًا وَلاَ يَبْعُدَنْ أَخْلاَقُهُ وَشَمـــــــــــــاَئِلُهْ
[الطويل]
ثم لما قُتل عثمان وثب عُمير بن ضابئ عليه فكسر ضلْعَين من أضلاعه، فلما قدم الحجاج الكوفة أميرًا ندب الناسَ إلى قتال الخوارج، وأمر مناديًا فنادى مَنْ أقام بعد ثلاثة قُتِل، فجاءه بعد ثلاثة عُمير بن ضابئ وهو شيخ كبير، فقال: إني لا حِرَاكَ بي، ولي ولد أَشبُّ مني فأَجِزْهُ بدلًا مني، فأجابه الحجاج لذلك، فقال له عَنْبَسة بن سعيد بن العاص: هذا عُمير بن ضابئ القائل كذا، وأنشده الشعر؛ فأمر به فضرب عنقه. فقال في ذلك عبد الله بن الزّبير الأسديّ من أبيات:
تَجَهَّزْ فَإِمَّا أَنْ تَزُورَ ابْنَ ضَابِئٍ عُمَيرًا وَإِمَّا أَنْ تَزُورَ المُهَلَّبا
[الطويل]
وكان الحَجَّاجُ قال له: ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال: حبس أبي وهو شيخ كبير، فقال: هلا بعثت أيها الشّيخ إلى عثمان بديلًا. وكان السّبب في حَبْس عثمان له أنه كان استعار مِنْ بعض بني حنظلة كلبًا يصيد به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قَهْرًا، فغضب وهجاهم بقوله من أبيات:
وَأُمَّكُمُ لاَ تَتْرُكُوهَا وَكَلْبَكُمْ فَإِنَّ عُقُوقَ الوَالِدَيْنِ كَبِيرُ
[الطويل]
فاستعدَوْا عليه عثمان فحبسه. روى القصّة بطولها الهيثم بن عديّ، عن مجالد وغيره، عن الشّعبي. وقال مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الجَوْهَرِيُّ في أخبار الخوارج له: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن عياش، قال: كان عثمان يحبس في الهجاء، فهجا ضابئ قومًا فحبسه عثمان، ثم استعرضه فأخذ سكينًا فجعلها في أسفل نَعْلِه، فأعلم عثمان بذلك فضربه وردَّه إلى الحبس.]] <<من ترجمة ضابئ بن الحارث بن أَرْطَأة "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.)) الإصابة في تمييز الصحابة.