تسجيل الدخول


صيفي بن الأسلت

أَبو قَيْس بن الأَسْلَتِ، واسم الأَسلت: عامر بن جُشَم بن وائل الأَنصاريّ، أَحد بني وائل بن زيد:
مختلف في اسمه؛ فقيل: صيفي، وقيل: الحارث، وقيل: عبد الله، وقيل: صرمة. أَخرجه أَبو عمر، وأبو نعيم، وأَبو موسى، وهو مشهور بكنيته؛ أَبُي قَيْسِ، وروى عكرمة في قوله تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ...} [النساء/22] الآية، قال: نزلت في كُبَيشة بنت مِعْن ابن عاصم، وهي من الأَوس، توفي عنها زوجها أَبو قيس بن الأَسلت، فجنح عليها ابنه، فنزلت هذه الآية فيها. وقال عَدِيُّ بن ثابت: لما مات أَبو قيس بن الأَسلت خطب ابنُه امرأَة أَبيه، فانطلقَتْ إِلى النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: إن أَبا قيس قد هَلَك، وإِن ابنه من خيار الحيّ قد خطبني إِلى نفسي، فقلت: ما أَنا بالذي أَسبق رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فسكتَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء...ِ}. فامْرَأْته أَوّلُ امْرَأَة حُرِّمَتْ عَلَى ابْنِ زَوْجِهَا.
واختلف في إسلامه؛ فذكر ابنُ إسحاق أنه كان هو وأخوه وحوح قد سارا إلى مكَّة مع قريش، فسكناها، وأسلما يوم الفتح، وذكر الزّبير أن أبا قيس بن الأسلت الشَّاعر أخا وحوح لم يُسلم. وقال أَبُو عُبيدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح: كان يعدل بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشّعر، وكان يحضُّ قومه على الإسلام، ويقول: استبقوا إلى هذا الرجل؛ وذلك بعد أن اجتمع بالنبي صَلَّى الله عليه وسلم وسمع كلامه، وكان قبل ذلك في الجاهلية يتألّه ويُدْعى الحنيف. وذكر ابْنُ سَعْدٍ عن الوَاقِدِي؛ قالوا: لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف لدين الحنيفية ولا أكثر مساءلةً عنها من أبي قيس بن الأسلت، وكان يُسْأَل من اليهود عن دينهم، فكان يقاربهم، ثم خرج إلى الشام، فنزل على آل جَفْنَة فأكرموه ووصلوه، وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فامتنع، فقال له راهب منهم: يا أبا قيس، إن كنت تريد دِين الحنيفية فهو من حيث خرجت، وهو دينُ إبراهيم، ثم خرج إلى مكة معتمرًا فبلغ زَيْد عمرو بن نُفيل فكلّمه، فكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو، وكان يذكر صفةَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنه يهاجر إلى يثرب، وشهد وَقْعة بُعاث، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين. فلما قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة جاء إليه، فقال: إلَامَ تدعو؟ فذكر له شرائع الإسلام فقال: ما أحسن هذا وأجمله، فلقيه عبد الله بن أبيّ بن سلول، فقال: لقد لذْتَ من حزبنا كلَّ ملاذ، تارةً تحالف قريشًا وتارة تَتْبع محمدًا، فقال: لا جرم لا تَبِعتُه إلا آخر الناس؛ فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول له: "قُلْ لَا إلَهَ إِلَّا الله أَشْفَع لَكَ بِهَا"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 2/19، 5/65، 6/87، 141، 8/173. ومسلم في الصحيح 1/54 عن المسيب كتاب الإيمان باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة...(9) حديث رقم (39/24، 40/24، 41/24، 42/24)، والترمذي في السنن 5/318 عن أبي هريرة كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة القصص (39) حديث رقم 3188 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان وأحمد المسند 2/434، 441، والبيهقي في دلائل النبوة 2/344.. فسُمع يقول ذلك. وفي لفظ: كانوا يقولون فقد سُمع يوحّد عند الموت. وحكى أَبُو عُمَرَ هذه القصة الأخيرة، فقال: إنه لما سمع كلامَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: ما أحسن هذا! أنْظر في أمري، وأعود إليك، فلقيه عبد الله بن أبي؛ فقال له: أهو الذي كانت أحبار يهود تُخبرنا عنه؟ فقال له عبد الله: كرهت حرب الخزرج، فقال: والله لا أسلم إلى سنة، فمات قبل أن يحولَ الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة. وقد جاء عن ابن إسحاق أنه هرب إلى مكة فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح. ومِنْ محاسن شعره قوله في صفة امرأة:
وَتُكْرِمها جَارَاتُهَا فَيَزُرْنَهَا وَتَعَتَلُّ مِن إِتْيَانِهِنَّ فَتَعْتَذِرْ
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال