أبو شحمة بن عمر بن الخطاب
عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي:
هو عبد الرحمن الأوسط، ويكنى أبا شحمة. وذكر ابن عبد البر، أبا شَحْمة فقال: هو الذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر، ثم حمله إلى المدينة، فضربه أبوه أدب الوالد، ثم مرض، فمات بعد شهر؛ كذا أَخْرَجَهُ معمر عن الزُّهرِيّ، عن سالم، عن أبيه، وأما أهلُ العراق فيقولون: إنه مات تحت السياط؛ وهو غَلط. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة": "وقد أخرج عبد الرزاق القصةَ مطولة عن معمر بالسند المذكور؛ وهو صحيح، وعُمر عاش بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحو ثلاث عشرة سنة، وكان موت عبد الرحمن قبل موتِ أبيه بمدة، ولا يُضرب الحدّ إلا مَنْ كان بالغًا، وكذا لا يسافر إلى مصر إلا مَنْ كان رجلًا أو قارب الرجولية؛ فكونه من أهل هذا القسم ظاهرٌ جدًا، وجاء في خبر وَاهٍ: أن أباه جلده في الزنا فمات، ذكره الجوذقاني؛ فإن ثبت فهو من أهل هذا القسم ـــ يعني قسم من ذُكر في الصحابة من الأطفال الذين وُلِدُوا في عهد النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وقد مات النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهم دون سن التمييز، وقد ذكرهم لغلبة الظن أن الرسول صَلَّى الله عليه وسلم رآهم استنادًا على أن الصحابة كانوا حريصين على إحضار أولادهم عنده عند ولادتهم؛ ليحنكهم، ويسميهم تبركًا به.