تسجيل الدخول


أروى بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية

أَرْوَى بنت عبد المطلب بن هاشم القُرَشية الهاشمية:
ذكرها ابن منده، وأبو نُعَيم، وأبو عمر. وهي عمة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال أبو عمر‏:‏ كان لعبد المطّلب ست بنات عمات رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهنّ:(1) أُم حكيم بنت عبد المطّلب، يقال لها:‏ البيضاء، ويقال: إنها توأمة عبد الله بن عبد المطّلب،‏ وقد اختلف في ذلك، ولم يختلف في أنها شقيقة عبد الله وأبي طالب والزّبير بني عبد المطّلب، وكانت أُمّ حكيم هذه عند كريز بن ربيعة بن حبيب، فولدت له عامرًا وبنات له، وهي القائلة:‏ إني لحَصَان فما أكلم، وصَنَاع فما أعلّم.(2) وعاتكة بنت عبد المطّلب،‏ وكانت عند أبي أُمية بن المغيرة المخزوميّ، فولدت له عبد الله وزهيرًا وقريبة. (3) وبرّة بنت عبد المطّلب كانت عند أبي رُهْم بن عبد العزّى العامريّ، ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال بن عبد الله، وقد قيل: إن عبد الأسد كان عليها قبل أبي رُهم. (4) وأُميمة بنت عبد المطّلب، كانت عند جَحْش بن رئاب، وهي أُم عبد الله، وعبيد الله، وأبي أحمد، وزينب، وأُم حبيبة، وحَمْنة بني جحش بن رئاب‏. (5) وأروى بنت عبد المطّلب، كانت تحت عمير بن وهب بن أبي كبير، فولدت له طليبًا، ثم خلف عليها كَلَدة بن عبد مناف بن عبد الدّار، فولدت له أروى.(6) صفية بنت عبد المطلب، وقد اختلف في أم أروى بنت عبد المطّلب؛ فقيل:‏ أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ، فلو صَحّ هذا كانت شقيقة عبد الله والزّبير وأبي طالب وعبد الكعبة وأم حكيم وأميمة وعاتكة وبَرّة.‏ وقيل‏: بل أمها صفية بنت جندب بن حجير؛ فلو صحَّ هذا كانت شقيقة الحارث بن عبد المطّلب،‏ وأهلُ النّسب لا يعرفون لعبد المطّلب بنتًا إلا من المخزوميّة، إلا صفية وَحْدها فإنها من الزّهرية‏. تزوّج أروى في الجاهليّة عُمَيْر بن وهب بن عَبْد مَنَاف، فولدت له طُلَيْبًا، ثمّ خلف عليها أرطأة بن شرحبيل بن هشام، فولدت له فاطمة، أسلمت أروى بنت عبد المطّلب بمكّة وهاجرت إلى المدينة. وأما محمد بن إسحاق ومن قال بقوله فذكر أنه لم يُسلم من عمات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلا صفيّة.‏ وغيره يقول:‏ إنّ أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وذكر محمد بن عمر الواقديّ: أنه لما أسلم طُليب بن عمير، ودخل على أُمه أروى بنت عبد المطّلب، فقال لها:‏ قد أسلمْتُ وتبْعتُ محمدًا صَلَّى الله عليه وسلم، وذكر الخبر‏. وفيه أنه قال لها: ما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه، فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أَنتظر ما يصنع أخواتي، ثم أكون إحداهن. قال: فقلت: فإني أسألك بالله إلا أتيته وسلمت عليه وصدّقته، وشهدت أن لا إله إلا الله. قالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. ثم كانت بعد تعضد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بلسانها، وتحضّ ابنها على نصرته، والقيام بأمره. ‏وروى عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبيه قال:‏ قال عثمان: دخلت على خالتي أعودها أروى بنت عبد المطّلب، فدخل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليه وقد ظهر من شأنه يومئذ شيء. فأقبل عليَّ فقال:‏ "مَالَكَ يَا عُثْمَانُ"؟ قلت:‏ أعجَبُ منك ومِنْ مكانك فينا، وما يقال عليك! قال عثمان:‏ فقال:‏ "لَا إِلهَ إِلَّا الله؛ فَاللَّهُ يَعْلَمُ، لَقَدْ اقْشَعْرَرْتُ"، ثم قال‏: ‏‏{وَفِي السَّمآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمآءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات 22، 23]‏ فخرج، فخرجت خلفه وأدركته فأسلمت‏.(*) وروى حميد بن عبد الرّحمن، عن أُمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، عن عاتكة بنت عبد المطّلب، قالت‏: رأيْتُ راكبًا أخذ صخرة من أبي قبيس فرمى بها إلى الرّكن، فتفلقت الصّخرة، فما بقيت دارٌ من دور قريش إلا دخلتها منها كِسْرَة، غير دار بني زهرة، وذكر الحديث.
وذكر مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَن أَرْوَى هذه رثَت النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنشد لها من أبيات:
أَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيا
كَأَنَّ
عَلَى قَلْبِي
لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَمَا جَمَعَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ المجَاوِيَا
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال