تسجيل الدخول


ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

1 من 1
ضُبَاعة بنت عامر بن قُرْط بن سلمة بن قُشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

ذكرها أَبُو نُعَيْمٍ، وأخرج من طريق عبد الله بن الأجلح، عن الكلبيّ، أخبرني عبد الرحمن العامريّ، عن أشياخٍ من قومه؛ قالوا: أتانا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم ونحن بعُكاظ، فدعانا إلى نُصْرَته ومنعته، فأجبناه إذ جاء بَيْحَرة بن فهراس القُشَيريّ، فغمز شاكلة ناقة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقمصت به، فألقته، وعندنا يومئذ ضُبَاعة بنت عامر بن قرْط، وكانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة ــ جاءت زائرة بني عمها، فقالت: يا آل عامر، ولا عامر لي، يُصْنَع هذا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهركم ولا يمنعه أحد منكم! فقام ثلاثة من بني عمها إلى بيْحرة، فأخذ كلُّ رجل منهم رجلًا فجلد به الأرض، ثم جلس على صَدْره، ثم علا وجهه لطمًا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى هَؤُلَاءِ". فأسلموا وقُتِلوا شُهداء.(*)

وهذا مع انقطاعه ضعيف، وقد وجدت لضُبَاعة هذه خبرًا آخر، ذكره هشام بن الكلبي في الأنساب عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس؛ قال: كانت ضُبَاعة القُشيرية تحت هَوْذَة بن علي الحنفي فمات فورثته مِنْ ماله، فخطبها ابْنُ عم لها وخطبها عبد الله ابن جُدْعان، فرغب أبوها في المال فزوَّجها من ابن جُدْعان، ولما حمُلت إليه تبعها ابْنُ عمها فقال: يا ضباعة، الرجال البُخْر أحبّ إليك أم الرّجال الذين يطعنون السُّور؟ قالت: لا. بل الرّجال الذين يطعنون السّور.

فقدمت على عبد الله بن جُدْعان، فأقامت عنده، ورغب فيها هشام بن المغيرة، وكان من رجال قريش، فقال لضُباعة: أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشّيخ اللئيم، سَلِيه الطّلاق حتى أتزوَّجك، فسألت ابْن جدعان الطلاق ــ فقال: بلغني أنّ هشامًا قد رغب فيك، ولسْتُ مطلقًا حتى تحلفي لي إنك إن تزوجْتِ أن تَنْحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة، وأن تغزلي خيطًا يمدّ بين أخشبي مكّة، وأن تطوفي بالبيت عُريانة.

فقالت: دَعْني أنظر في أمري، فتركها، فأتاها هشام فأخبرته، فقال: أمّا نحر مائة ناقة فهو أهون علي مِنْ ناقة أنحرها عنك، وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلْنَ لكِ، وأما طوافُك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشًا أن يخلو لك البيت ساعةً؛ فسليه الطّلاق؛ فسألته فطلَّقها وحلفت له.

فتزوَّجها هِشَامٌ، فولدت له سلمة، فكان مِن خيار المسلمين، ووفى لها هشام بما قال. قال ابْنُ عَبَّاسٍ: فأخبرني المطّلب بن أبي وَدَاعة السهمي، وكان لِدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لما أخْلَتْ قريش لضُبَاعة البيت خرجتُ أنا ومحمد ونحن غلامان، فاستصغرونا فلم نُمْنَع، فنظرنا إليها لما جاءت، فجعلت تخلع ثوبًا ثوبًا، وهي تقول:

اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ

[الرجز]

حتى نزعت ثيابها، ثم نشرت شعرها فغطَّى بطنها، وظَهْرَها حتى صار في خلخالها، فما استبان من جسدها شيء، وأقبلت تطوف، وهي تقول هذا الشعر.

فلما مات هشام بن المغيرة، وأسلمت هي وهاجَرتْ خطبها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابنها سلمة، فقال: يا رسول الله، ما عنك مدفع، فأستأمرها؟ قال: "نَعَمْ". فأتاها، فقالت: إنا لله! أفي رسول الله تستأمرني؟ أنا أسعى لأن أُحشر في أزواجه، ارجع إليه فقل له: نعم قبل أن يَبْدُو له، فرجع سلمة فقال له، فسكت النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ولم يَقُلْ شيئًا، وكان قد قيل له بعد أن ولّى سلمة: إنَّ ضباعة ليست كما عهدت، قد كثرت غضونُ وجهها، وسقطت أسنانُها من فمها.(*)

وذكر ابْنُ سَعْدٍ بعضَ هذا في ترجمتها عن هشام بن الكلبيّ، وعنه بهذا السّند: كانت ضُباعة من أجمل نساء العرب، وأعظمهنّ خلقة، وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئًا كثيرًا، وكانت تُغطِّي جسدها بِشَعْرها.
(< جـ8/ص 221>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال