المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن...
أسلم قديما وشهد العقبة، وبَدْرًا، وأُحُدًا، وكان أحَد السّبعين الذين بايعوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأحَد النّقباء الاثني عشر، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أعْنَقَ المنذر لِيموت"، يقول مشى إلى الموت وهو يعرفه.
وقد سُمِّيَ المنذر بن الزبير بن العوام على اسمه، وكان المنذر يكتب بالعربيّة قبل الإسلام، وكانت الكتابة في العرب قليلًا. وقد آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين المنذر بن عمرو وطُليب بن عُمير.
وكان على الميسرة يوم أحد، وقُتل بعد أُحُدٍ بأربعة أشهر أو نحوها ـــ وذلك سنة أربع في أولها ـــ يوم بئر معونة شهيدًا، وكان هو أمير تلك السّرية، وذلك أن أبا براء عامر بن جعفر الذي يُقال له: "ملاعب الأسنَّة" قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فقال: لو بعثت إلى أهل نَجْدٍ لاستجابوا لك. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ" فقال: أنا جارٌ لهم، فابعثهم، فبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعين رجلًا عليهم المنذر بن عمرو؛ ومنهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعامر بن فهيرة، فلما نزلوا بئر معونة ـــ وهي بيّن أرض بني عامر وحرة بني سليم ـــ بعثوا حرام بن ملحان إلى عامر بن الطّفيل بكتاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلم ينظر فيه، وقتل حرام بن ملحان، ثم استصرخ على أصحابه بني عامر، فلم يجيبوه، وقالوا: لن نخفر أبا براء ـــ يعنون ملاعب الأسنة؛ لأنه عقد لهم جوارًا؛ فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم: عُصَيّة ورعْلًا، وذكْوَان، والقارة؛ فأجابوه، وخرجوا معه حتى غشوا القوم، وأحاطوا بهم؛ فقاتلوا حتى قُتِلُوا عن آخرهم، إلا كعب بن يزيد فإنهم تركوه وبه رَمَق، فلمّا قدم على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أنت من بينهم"فعاش حتى قُتِل يوم الخندق.