1 من 1
محمد بن أبي بكر الصديق:
محمد بن أبي بكر الصّديق، أمّه أسماء بنت عميس الخثعمية. وُلد عام حجَّة الوداع في عقب ذي القعدة بذي الحليفة أو بالشّجرة في حين توجَّه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى حجته. ذكر الواقديّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عاتكة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه ــ أنّ عائشة سمَّت محمد بن أبي بكر وكنَّتْه أبا القاسم. وذكر أبو حاتم الحنظلي الرازي. قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدّثنا محمد بن عبيد بن عمير اللّيثي، قال: كان محمد بن أبي بكر قد سمّى ابنه القاسم، فكان يُكنَى بأبي القاسم، وإنّ عائشة كانت تكنيه بها، وذلك في زمان الصحّابة، فلا يرون بذلك بأسًا، ثم كان في حجر عليّ بن أبي طالب، إذ تزوَّج أمه أسماء بنت عميس، وكان على الرجّالة يوم الجمل، وشهد معه صِفّين، ثم ولَّاه مصر، فقُتل بها، قتله معاوية بن حُدَيج صَبْرًا، وذلك في سنة ثمان وثلاثين.
ومن خبره أنّ عليّ بن أبي طالب وَلّى فيّ هذه السّنة مالك بن الحارث الأشتر النّخعي مِصْر، فمات بالقُلْزُم قبل أن يصل إِليهَا، سُمَّ في زبد وعسل، قَدّم بين يديه فأكل منه، فمات، فولى علي محمد بن أبي بكر، فسار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا، فانهزم محمد بن أبي بكر، فدخل في خربة فيها حِمَار ميت، فدخل في جَوْفه فأحرق في جوف الحمار. وقيل: بل قتله معاوية بن حُديج في المعركة، ثم أُحرق في جوف الحمار بعد. ويقال: إنه أُتي عمرو بن العاص بمحمد بن أبي بكر أسيرًا، فقال: هل معك عهد؟ هل معك عقْد من أحد؟ قال: لا. فأَمر به فقُتل، وكان عليّ بن أبي طالب يُثْني على محمد بن أبي بكر ويفضِّلُه؛ لأنه كانت له عبادة واجتهاد، وكان ممن حضر قَتْلَ عثمان. وقيل: إنه شارك في دمه، وقد نفى جماعةٌ من أهل العلم والخبر أنه شارك في دَمِه وأنه لما قال له عثمان: لو رآك أبوك لم يَرْضَ هذا المقام منك ــ خرج عنه وتركه، ثم دخل عليه مَنْ قتله. وقيل: إنه أشار على مَن كان معه فقتلوه.
وروى أسد بن موسى، قال: حدّثنا محمد بن طلحة، قال: حدّثنا كنانة مولى صفية بنت حيي، وكان شهد يوم الدّار ــ إنه لم يَنَلْ محمد بن أبي بكر من دم عثمان بشيء. قال محمد بن طلحة: فقلت لكنانة: فلم قيل إنه قتله؟ قال: معاذ الله أن يكون قتله، إنما دخل عليه، فقال له عثمان: يابن أخي، لست بصاحبي، وكلمه بكلام، فخرج ولم يَنَلْ من دمِهِ بشيء. فقلت لكنانة: فَمن قتله، قال: رجل من أهل مصر يقال له جَبَلَة بن الأيهم.
(< جـ3/ص 423>)