1 من 2
ز ــ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: بن أبي قُحَافة. يأتي في عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان.
(< جـ4/ص 246>)
2 من 2
عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان، أبو محمد، ويقال أبو عبد الله، وقيل أبو عثمان، وقيل عبد العزّى بن أبي بكر بن أبي قُحافة القُرشي التيمي. وأمه أم رُومَان والدة عائشة.
كان اسمه عَبْد الكعبة، فغيَّره النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وتأخر إسلامه إلى أيام الهُدْنة، فأسلم وحَسُن إسلامه.
وقال أَبُو الْفَرَجِ في الأغاني: لم يُهاَجِر مع أبيه؛ لأنه كان صغيرًا، وخرج قبل الفتح في فتيةٍ من قريش منهم معاويةُ إلى المدينة، فأسلموا.
أخرجه الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عن ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جُدعان.
وفيما قال نظر؛ والذي يظهر أنه كان مختارًا لذلك لكونه لم يدخل مع أهْلِ بيته في الإسلام، وخرج. وقيل: إنما أسلم يوم الفتح. ويقال: إنه شهد بَدْرًا مع المشركين، وهو أسنُّ وَلدِ أبي بكر.
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديثَ منها في الصحيح، وعن أبيه.
روى عنه عبد الله، وحَفْصة، وابن أخيه القاسم بن محمد، وأبو عثمان النَّهْدي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن أوس الثقفي، وغيرهم.
قال الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كان رجلًا صالحًا، وفيه دُعاَبة.
وقال ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: نفّله عمر بن الخطاب ليلى ابنة الجُودي، وكان أبوها عربيًا من غَسّان أمير دمشق؛ لأنه كان نزلها قبل فَتْح دمشق فأحبَّها وهام بها وعمل فيها الأشعار؛ وأسند هذه القصة الزبير، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قدم عبد الرحمن الشام في تجارةٍ فرأى ابنة الجوديّ وحَوْلها وَلَائد، فأعجبته وعمل فيها:
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ بَيْنَنَا فَمَا لاِبْنَةِ الجُودِيِّ
لَيْلَى وَما لِيَا
وَأَنََّى
تَلَاقِيهَا
بَلَى
وَلَعَلََّهَا إِنِ النَّاسُ حَجُّوا قَابِلًا أَنْ تُوَافِيا
[الطويل]
فلما سمع عمر الشعر قال لأمير الجيش: إن ظفرتَ بها فادْفعها لعبد الرحمن، ففعل، فأعجِب بها وآثَرها على نسائه، فلامته عائشة فلم يُفد فيه؛ ثم إنه جفاها حتى شكته إلى عائشة؛ فقالت: أفرطْتَ في الأمرين.
وروى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب في حديث ذكره: وكان عبد الرحمن بن أبي بكر لم يجرب عليه كذبة قط.
وقال ابْنُ عَبْده البَرِّ: كان شجاعًا رامِيًا حسنَ الرمي، وشهد اليمامة، فقتل سبعة من أكابرهم؛ منهم مُحَكّم اليمامة؛ وكان في ثلمة من الحصن، فرماه عبد الرحمن بسهم فأصاب نَحْرَه فقتله، ودخل المسلمون من تلك الثلمة.
وشهد وَقْعَة الجمل مع عائشة. وأخوه محمد مع علي.
وأخرجه البُخَارِيُّ، من طريق يوسف بن ماَهِك: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئًا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة. فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17]، فأنكرت عائشة ذلك مِنْ رواء الحجاب.
وأخرجه النَّسَائِيُّ والإسماعيلي مِنْ وجه آخر مطوّلًا، فقال مروان: سنة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن: سنة هرقل وقَيْصر. وفيه: فقالت عائشة، والله ما هو به، ولو شئت أن أُسمّيه لسميته.
وأخرج الزُّبَيْرُ، عن عبد الله بن نافع، قال: خطب معاوية، فدعا الناس إلى بَيْعَة يزيد، [[فكلمه]] الحسين بن علي وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر، فقال له عبد الرحمن: أَهِرقلية كلما مات قَيْصر كان قيصر مكانه؟ لا نفعل والله أبدًا.
وبسنَدٍ له إلى عبد العزيز الزهري، قال: بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بَعْد ذلك بمائة ألف، فردَّها، وقال: لا أبيع دِيني بدنياي.
وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتمَّ البيعة ليزيد، وكان موته فجأة من نومةٍ نامها بمكان على عشرة أميال من مكة، فحُمِلَ إلى مكة ودُفِن بها، ولما بلغ عائشة خبره خرجت حاجَّةً فوقفت على قبره فبكت، وأنشدت أبياتَ متمّم بن نويرة في أخيه مالك، ثم قالت: لو حضَرْتُك دفنتك حيث متّ، ولما بكيتك.
قال ابْنُ سَعْدٍ وغير واحد: مات سنة ثلاث وخمسين. وقال يحيى بن بكير: سنة أربع. وقال أبو نعيم: سنة ثلاث. وقيل خمس. وقيل ست. وقال أبو زُرْعة الدمشقي: مات سنةَ قدم معاوية المدينةَ لأخْذِ البيعة ليزيد، وماتت عائشة بعده بسنةٍ سنة تسع وخمسين. وقال ابْنُ حِبَّانَ: مات سنة ثمان. وقال البخاري: مات قبل عائشة وبعد سَعْد، قاله لنا أحمد بن عيسى بسنَدِه.
(< جـ4/ص 274>)