عمرو بن حزم الأنصاري
اسمه عَمْرُو بنُ حَزْم بن زيد الأَنصاري، وقيل: عمر بن حزم الأنصاري، ويكنى أبا الضحاك، وأمُّه خالدةُ بنت أبي أَنس بن سنان من بني ساعدة، وأخوه عمارة.
شهد رضي الله عنه الخندق وما بعدها، ويروي عمرو بن حزم قال: رَآنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ: "انْزِلْ، لاَ تُؤَذِّي صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ" .
روى عنه ابنه محمد، والنضر بن عبد اللّه السُّلمي، وزياد بن نُعَيم الحضرمي، وكتب له النبي صَلَّى الله عليه وسلم في الفرائضُ والزكاة والدياتُ وغيرُ ذلك، وقال أبو بكر بن محمد بن عَمْرِو بن حزم: كان في كتاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الذي كتبه لعَمْرِو بن حزم حين بعثه إلى نَجران: ألاّ يمسّ القرآنَ إلا طاهرٌ، ولا يصلي الرجلُ وهو مُعْتَقِص، ولا يحتَبي الرجل وليس بين فَرجه وبين السماء شيء، وفي العين خمسون من الإبل، وفي الأذن خمسون من الإبل، وفي الأنف إذا استُوعِب مَارِنُه الدِّيَة، وفي اليد خمسون من الإبل، وفي الرجل خمسون من الإبل، وفي كل إصبع مما هناك عشر.
استعمل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عَمْرَو بن حزم عَلَى نَجْران وبني الحارث وهو يومئذ ابن سبع عشرة سنة، فخرج مع وفدهم وهو يُفَقِّههم ويُعلّمهم السُّنةَ ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم، وكتبَ له كتابًا عَهِدَ إليه فيه، وأمره بأمره كتابًا مشهورًا عند أهل العلم، قال موسى بن عِمْران بن مَنَّاح: تُوفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وعاملُه على نجران عَمْرو بن حَزْم الأنصاري.
توفي بالمدينة سنة إِحدى وخمسين، وقيل: سنة أَربع وخمسين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين، وقيل: إِنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة، والصحيح أَنه توفي بعد الخمسين، وروى أَبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أَبيه، عن جدّه عمرو: أَنه روى لعمرو بن العاص لما قُتِل عَمّار بن ياسر أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" .