تسجيل الدخول


ميمونة بنت الحارث الهلالية

((ميمونة بنت الحارث الهلاليّة، زوج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رُويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((مَيْمُونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم)) الطبقات الكبير. ((ميمونة بنت الحارث بن حزن بن أبي رُهم بن عبد العزّى)) ((كان اسم ميمونة بَرْة فسمّاها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ميمونة. حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا قاسم، حدّثنا أحمد بن زهير بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عاصم بن يوسف، قال: حدّثنا إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة، قال: سمعْتُ كريبًا أبا رِشْدين يحدِّثُ عن ابن عبّاس قال: كان اسم ميمونة برَّة فسماها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ميمونة. وكذلك روى عطاء بن أبي ميمونة، عن ابن رافع، عن أبي هريرة. وأما جُويرية فلم يختلفوا أنَّ اسمها كان بَرَّة فسماها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم جُوَيرية، من حديث ابن عبّاس وغيره.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أمّها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش ويقال: ابن جَريش.)) الطبقات الكبير. ((خالة خالد بن الوليد.)) أسد الغابة. ((أُمُّها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة من حمير. وقيل: من كنانة على ما ذكَرْنَا في باب أسماء بنت عميس، وأخوات ميمونة لأبيها وأُمها: أُم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن زوج العبّاس بن عبد المطّلب، ولبابة الصّغرى بنت الحارث زوج الوليد بن المغيرة المخزومي هي أمّ خالد بن الوليد. وعصماء بنت الحارث كانت تحت أَبيّ بن خلف الجمحيّ؛ فولدت له أبان وغيره، وعزّة بنت الحارث بن حزن كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك الهلاليّ؛ فهؤلاء أخوات ميمونة لأبٍ وأُم. وأمهن هند بنت عوف. وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس، كانت تحت جعفر بن أبي طالب، فولدت له عبد الله، وعونًا، ومحمدًا، ثم خلف عليها أبو بكر الصّديق، فولدت له محمدًا، ثم خلف عليها عليّ بن أبي طالب، فولدت له يحيى. وقد قيل: إن أسماء بنت عُميس كانت تحت حمزة. قيل: ولا يصح. وسلمى بنت عميس الخثعمية أُخت أسماء،‏ كانت تحت حمزة بن عبد المطّلب، فولدت له أُمَة الله بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شدّاد بن أُسامة بن الهادي اللّيثي؛ فولدت له عبد الله، وعبد الرّحمن؛ وسلامة بنت عميس أُخت أسماء وسلمى كانت تحت عبد الله بن كعب بن منبه الخثعميّ. وزينب بنت خزيمة أُخت ميمونة لأمها.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((كان مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوّج ميمونة في الجاهليّة ثم فارقها فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزّى بن أبي قيس من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ فتوفّي عنها فتزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زوّجه إّياها العبّاس بن عبد المطّلب وكان يلي أمرها وهي أخت أمّ ولده أمّ الفضل بنت الحارث الهلاليّة لأبيها وأمّها، وتزوّجها رسول الله بسَرِف على عشرة أميالٍ من مكّة، وكانت آخر امرأة تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وذلك سنة سبعٍ في عمرة القضيّة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: تزوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة بنت الحارث في شوّال سنة سبعٍ من الهجرة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن موسى عن الفضيل بن عبد الله عن عليّ بن عبد الله بن عبّاس قال: لما أراد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الخروج إلى مكّة عام القضيّة بعث أوس بن خَوْلي وأبا رافع إلى العبّاس فزوّجه ميمونة، فأضلاّ بعيريهما فأقاما أيامًا ببطن رَابغ حتى أدركهما رسول الله بقديد وقد ضمّا بعيريهما، فسارا معه حتى قدم مكّة فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له، وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله منزل العبّاس فخطبها إلى العباس فزوّجها إيّاه.(*) أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: لمّا خطب رسول الله ميمونة جعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطّلب فزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.(*) أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قال: حدّثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، بعث أبا رافع ورجلًا من الأنصار فزوّجاه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة.(*) أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: تزوّجها رسول الله في شوّال وهو حلال عام القضيّة وأعرس بها بِسَرِف وتوفّيت بسرف.(*) أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقّيّ، حدّثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن ميمون بن مهران قال: دخلت على صفيّة بنت شيبة عجوز كبيرة فسألتها: أتزوّج رسول الله ميمونة وهو محرم؟ فقالت: لا والله لقد تزوجها وإنّهما لحلالان. أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون بن مهران قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي أن سَلْ يزيد بن الأصمّ أحرامًا كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين تزوّج ميمونة أم حلالًا. فدعاه أبي فأقرأه الكتاب فقال: خطبها وهو حلال وبنى بها وهو حلال. وأنا أسمع يزيد يقول ذلك. أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدّثنا أبو فزارة عن يزيد بن الأصمّ عن أبي رافع أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة حلالًا وبنى بها حلالًا بسرف.(*) أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدّثنا أبي قال: سمعت أبا فزارة يحدّث عن يزيد بن الأصمّ عن ميمونة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّجها حلالًا وبنى بها حلالًا.(*) أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقّي، حدّثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الأصمّ عن تزويج رسول الله ميمونة هل تزوّجها وهو محرم؟ فسألته فقال: تزوّجها وهما حلالان ودخل بها وهو حلال. أخبرنا الفضل بن دُكين حدّثنا جعفر بن بُرْقان عن ميمون بن مهران قال: كنت جالسًا عند عطاء فجاءه رجل فقال: هل يتزوّج المحرم؟ فقال عطاء: ما حرّم الله النكاح منذ أحلّه. قال ميمون فقلت: إنّ عمر بن عبد العزيز كتب إليّ، وميمون يومئذٍ على أرض الجزيرة، أن سل يزيد بن الأصمّ أكان رسول الله يوم تزوّج ميمونة حلالّا أم حرامًا. قال: فقال ميمون، فقال يزيد بن الأصمّ: تزوّجها وهو حلال، وكانت ميمونة خالة يزيد بن الأصمّ. قال عطاء: ما كنّا نأخذ هذا إلا عن ميمونة وكنّا نسمع أنّ رسول الله تزوّجها وهو محرم. أخبرنا عفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: حدّثنا حمّاد بن زيد عن مطرّف عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة حلالًا وكنتُ الرسول بينهما.(*) أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة، حدّثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث أبا رافع ورجلًا من الأنصار فأنكحاه ميمونة وهو بالمدينة قبل أن يخرج.(*) أخبرنا عارم بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن ميمون بن مهران قال: كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الأصمّ عن تزويج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة فسألته فقال: تزوّجها حلالًا وبنى بها حلالًا وبنى بها بسرف وذاك قبرها تحت السقيفة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن يزيد بن الأصمّ عن ابن عبّاس قال: تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو حلال.(*) أخبرنا محمد بن عمر والفضل بن دُكين قالا: حدّثنا هشام بن سعد عن عطاء الخراساني قال: قلت لابن المُسيَّب إنّ عِكْرِمَةَ يزعم أنّ رسول الله تزوّج ميمونة وهو مُحرم فقال: كذب مخبثان، اذهب إليه فسبّه، سأحدّثك، قدم رسول الله وهو مُحرم فلمّا حلّ تزوّجها. أخبرنا محمد بن الفضل عن ليث عن عطاء عن ابن عبّاس قال: تزوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا عبد الله بن نمير، حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: تزوّج رسول الله ميمونة وهو محرم واحتجم بالقاحة وهو محرم.(*) أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسّان عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة بنت الحارث بِسَرِف وهو محرم ثمّ دخل بها بِسَرِف بعدما رجع. وقال يزيد بن هارون: ماتت بسرف وقبرها ثمّ.(*) أخبرنا عبيد الله بن موسى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدّثنا رباح بن أبي معروف عن عطاء عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة خالته بسَرِف وهو محرم.(*) وكان ابن عبّاس لا يرى به بأسًا. أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدّثنا حبيب بن الشهيد أنّه سمع ميمون بن مهران يحدّث عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا هوذة بن خليفة، حدّثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن جابر أبي الشعثاء أنّه سمع ابن عبّاس يقول: تزوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا عفان بن مسلم، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عبّاس يقول: نكح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خالتي ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد، حدّثنا أيّوب عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقيّ، حدّثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا عبد الله بن نمير والفضل بن دُكين ومحمد بن عبيد عن زكريّاء بن أبي زائدة عن عامر الشعبيّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) قال الفضل بن دُكين في حديثه: واحتجم وهو محرم. أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون قالوا: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي السفر عن عامر قال: ملك النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة وهو محرم واحتجم وهو محرم.(*) أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة بنت الحارث وهو محرم واحتجم وهو محرم.(*) أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال: تزوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا قرّة بن خالد، حدّثنا أبو يزيد المديني أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج ميمونة وهو محرم.(*) أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة أنّ ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.(*) أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال: قيل لها إنّ ميمونة وَهَبَتْ نفسها لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على مَهْر خمسمائة درهم ووليَ نكاحه إيّاها العبّاس ابن عبد المطّلب.(*) أخبرنا الفضل بن دُكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدّثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: كان اسم ميمونة برّة فسمّاها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة.(*) أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن ابن عبّاس أخبرته ميمونة أنّها كانت تغتسل هي والنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، من إناء واحد.(*) أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر قال: حدّثنا إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أمّ هانئ قالت: اغتسل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وميمونة من إناء واحد قصعة فيها أثر العجين.(*) حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا أبو شهاب عن الشيباني عن عبد الله بن شدّاد عن ميمونة قالت: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يصلّي في مسجده على خمرة وأنا نائمة إلى جنبه فيصيبني ثوبه وأنا حائض.(*) أخبرنا مالك بن إسماعيل، أخبرنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عبّاس عن ميمونة قالت: أجنبت أنا و رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاغتسلت من جفنة ففضلت فضلة فجاء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فاغتسل منها فقلت: إني قد اغتسلت منها. فقال: "ليس على الماء جنابة".(*) أخبرنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الأخوات مؤمنات، ميمونة وأمّ الفضل وأسماء".(*) أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن محمد مولى خزاعة عن صالح عن محمّد عن أم ذرّة عن ميمونة قالت: خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال: "أقسمت إلاّ فتحته لي". فقلت له: تذهب إلى أزواجك في ليلتي هذه. قال: "ما فعلت ولكن وجدت حقنًا من بولي".(*))) الطبقات الكبير. ((لما فرغ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من عمرته أقام بمكة ثلاثًا، فأتاه سهيل بن عَمْرو، في نَفَرٍ من أهل مكة فقالوا: يا محمد، أخرج عنا فاليوم آخرُ شَرْطك ـــ وكان شرط في الحديبية أن يعتمر من قابل، ويقيم بمكة ثلاثًا ـــ فقال: "دَعُونِي ابْتَنِي بِأَهْلِي وَأَصْنَعُ لَكْمُ طَعَامًا". فقالوا: لا حاجة لنا بطعامك. فخرج فبنى بها بشَرَف قريب مكة.(*))) أسد الغابة. ((قال أبو عُبيدة: لما فرغ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم من خَيْبَر توجَّه إلى مكّة مُعْتَمِرًا سنة سبع، وقدم عليه جعفر بن أبي طالب من أرْضِ الحبشة، فخطب عليه ميمونة بنت الحارث الهلاليّة، وكانت أُختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر، وسلمى بنت عميس عند حمزة، وأُم الفضل عند العبّاس، فأجابت جعفر بن أبي طالب إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وجعلت أمْرَها إلى العبّاس، فأنكحها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فلما رجع بنى بها بسَرِف حلالًا، وكانت قبله عند أبي رُهْم بن عبد العّزى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ‏. وقال: يقال بل عند سبرة بن أبي رهم، قال وماتت بسَرِف. هذا كله قول أبي عبيدة. وقال عبيد الله بن محمد بن عقيل: كانت ميمونة قَبْلَ النّبي صَلَّى الله عليه وسلم عند حويطب بن عبد العزّى. وقال عقيل، عن ابن شهاب‏: كانت تحت أبي رُهم بن عبد العّزى. قال ابن شهاب: وهي التي وهبت نَفْسَها للنّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكذلك قال قتادة؛ قال: وفيها نزلت: ‏{وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ...}‏ [الأحزاب 50‏] الآية. قال قتادة: وكانت قبله عند فروة بن عبد العُزّى بن أسَد بن غَنْم بن دودان، هكذا قال قتادة؛ وهو خطأ؛ والصَّواب ما تقدّم ذِكْرُه في زوجها أنه من بني عامر؛ وقد غلط أيضًا قتادة في نسبها، فقال: ميمونة بنت الحارث بن فروة، وإنما هي ميمونة بنت الحارث بن حزن عند جميعهم غيره؛ وقولُ ابن شهاب الصّواب، والله أعلم. وذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: خرج رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم من العام القابل ــ يَعْنِي من عام الحديبية ــ معتمرًا في ذي القعدة سنة سبع، وهو الشهْرُ الذي صدَّه فيه المشركون عن المسجد الحرام، فلما بلغ موضعًا ذكره بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلاليّة، فخطبها عليه جعفر، فجعلت أمْرَها إلى العبّاس؛ فزوَّجها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدّث في مجلسه بالمدينة يقول: أطعم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة بنت الحارث بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا وعشرين وسقًا شعيرًا، ويقال قمحًا.)) ((أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، حدّثنا ليث بن سعد عن بكير عن عبيد الله الخولاني قال: رأيت ميمونة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تصلي في درع سابغ لا إزار عليها. أخبرنا عارم بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن زيد عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصمّ أنّ ميمونة حلقت رأسها في إحرامها فماتت ورأسها مجمّم. أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثني جعفر بن محمد عن أبيه قال: سأل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ميمونة عن جارية لها قالت: أعتقتها. فقال: "قد كانت جلدة ولو كنت وضعتها في ذي قرابتك كان أمثل".(*) أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن بُرْقان قال: حدّثنا يزيد بن الأصمّ قال: تلقّيت عائشة وهي مقبلة من مكّة أنا وابن طلحة بن عبيد الله، وهو ابن أختها، وقد كنّا وقعنا في حائط من حيطان المدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك فأقبلت على ابن أختها تلومه وتعذله، ثمّ أقبلت عليّ فوعظتني موعظة بليغة ثمّ قالت: أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى ساقك حتى جعلك في بيت نبيّه؟ ذهبت والله ميمونة ورمى بحبلك على غاربك. أما إنّها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم. أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ قال: كان مسواك ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، منقعًا في ماء فإن شغلها عمل أو صلاة وإلاّ أخذته فاستاكت به. أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ أنّ ذا قرابة لميمونة دخل عليها فوجدت منه ريح شراب فقالت: لئن لم تخرج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت يطهّروك، لا تدخل على بيتي أبدًا. أخبرنا قبيصة بن عقبة، حدّثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن رجل عن ميمونة أنهّا أبصرت حبّة رمّان في الأرض فأخدتها وقالت: إنّ الله لا يحبّ الفساد. أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدّثنا وهيب، حدّثنا إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عبّاس قال: بعثني ابن عبّاس أقود بعير ميمونة فلم أزل أسمعها تهلّ حتى رمت جمرة العقبة. أخبرنا الفضل بن دُكين، حدّثنا عقبة بن وهب العامري البكّائي قال: أخبرنا يزيد بن الأصمّ قال: رأيت أمّ المؤمنين ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسألت عقبة لِمَ؟ فقال: أراه تبتل. أخبرنا معن بن عيسى، حدّثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن بسر بن سعيد عن عبيد الله الخولاني وكان يكون في حجر ميمونة أنّه كان يرى ميمونة تصلّي في الدرع والخمار وليس عليها إزار.)) الطبقات الكبير.
((أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بإسناده عن المعافى بن عمران، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ميمونة زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم: أنه سُئِل عن الجُبْنِ فقال: "اقْطَعْ بِالْسِّكِينِ، وَسَمِّ الله تَعَالَى، وَكُلْ"(*) أخرجه أحمد في المسند 1/ 234، عن ابن عباس بنحوه..)) أسد الغابة.
((قال أبو عمر:‏ وتُوفيت ميمونة بِسَرف في الموضع الذي ابتنى بها فيه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وذلك سنة إحدى وخمسين‏. وقيل: تُوفيت بِسَرف سنة ست وستين. وقيل: تُوفيت سنة ثلاث وستين بِسَرف. وصلَّى عليها ابن عبّاس، ودخل قَبْرَها هو، ويزيد بن الأصم، وعبد الله بن شداد بن الهادي، وهم بنو أخواتها، وعبيد الله الخولاني، وكان يتيمًا في حِجْرِها.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا الفضل بن دُكين، حدّثنا جعفر بن بُرقان، أخبرني ميمون قال: سألت صفيّة بنت شيبة فقالت: تزوّج رسول الله ميمونة بِسَرِف وبنى بها ثَمّ في قبّة لها، وماتت بِسَرِف ثمّ دفنت في موضع قبّتها التي بَنَي بها فيها. أخبرنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير بن حازم قالا: حدّثنا جرير بن حازم عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصمّ قال: دفنّا ميمونة بسرف في الظلّة التي بنى بها فيها رسول الله، وكانت يوم ماتت محلوقة قد حلقت في الحجّ، فنزلنا في قبرها أنا وابن عبّاس فلمّا وضعناها مال رأسها فأخذت ردائي فوضعته تحت رأسها فانتزعه ابن عبّاس فألقاه ووضع تحت رأسها كذّانة، يعني حجرًا. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن جريج عن عطاء قال: توفيّت ميمونة بِسَرِف فخرجنا مع ابن عبّاس إليها فقال: إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها فإنّه كان للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تسع نسوة كان يقسم لثمانٍ ولا يقسم لواحدة. وقال غير ابن جريج في هذا الحديث: توفّيت بمكّة فحملها عبد الله بن عبّاس وجعل يقول للّذين يحملونها: أرفقوا بها فإنّها أمّكم حتى دفنها بسرف. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن المُحَرَّر عن يزيد بن الأصمّ قال: حضرت قبر ميمونة فنزل فيه ابن عبّاس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأنا وعبيد الله الخولاني، وصلّى عليها ابن عبّاس. قال محمد بن عمر: توفيّت سنة إحدى وستّين في خلافة يزيد بن معاوية وهي آخر من مات من أزواج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان لها يوم تُوفّيت ثمانون أو إحدى وثمانون سنة، وكانت جلدة.)) الطبقات الكبير. ((قد جزم يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ بأنها ماتت سنة تسع وأربعين؛ وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين. وقيل: سنة ست وستين، وكلاهما غَيْرُ ثابت. والأول أثبت.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال