تسجيل الدخول


عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن...

1 من 2
عبد الله بن رَوَاحَة

ابن ثَعْلَبة بن امرئ القيس بن عَمْرو بن امرئ القيس بن مالك بن الْأَغرّ بن ثعلبة بن كَعْب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وأمّه كَبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطْنابَة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغرّ.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن مُسلم الجُهَني عن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله في حديث رَواه عن عبد الله بن رَوَاحة أنّه كان يكنى أبا محمد. قال محمد بن عمر: وسمعتُ مَن يقول إنّه كان يكنى أبا رَوَاحة، ولعلَّه كان يكنى بهما جميعًا. وليس له عقب، وهو خال النعمان بن بشير بن سعد. وكان عبد الله بن رَوَاحة يكتب في الجاهليّة وكانت الكتابة في العرب قليلة. وشهد عبد الله العَقَبَة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا وهو أحد النُّقباء الاثني عشر من الأنصار وشهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والحُديبية وخيبر وعُمرة القضيّة. وقدّمه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من بدر يبشّر أهل العالية بما فتح الله عليه. والعالية بنو عمرو بن عوف وخَطْمة ووائل.

واستخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر الموعد. وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سريّة في ثلاثين راكبًا إلى أُسير بن رِزَام اليهودي بخيبر فقتله. وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى خيبر خارصًا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن قُتل بمُؤتة.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا سفيان الثوريّ عن الشيباني عن الشّعبيّ أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، بعث عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر فخرص عليهم.(*)

أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن طارق عن سعيد بن جُبير قال: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المسجد على بعير يَستلم الحجر بمِحْجَنٍ، معه عبد الله بن رواحة آخذٌ بزمام ناقته وهو يقول:

خَلّوا
بَني الكُفّار
عن سَبِيلهْ نَحْنُ
ضَرَبْناكُم
على تأوِيلهْ

ضَرْبًا
يُزِيلُ
الهامَ
عَنْ مَقِيلِهْ (*)

أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: أخبرنا محمّد بن عمرو بن علقمة اللّيثي قال: أخبرنا أشياخنا أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، طاف على ناقته العَضْباء ومعه مِحْجَن يَسْتَلِم به الرّكنَ إذ مرّ عليه عبد الله بن رَوَاحة يرتجز وهو يقول:

خَلّوا بَني الكُفّار عن سَبيلهْ خَلّوا
فَإِنَّ الخيرَ مَعْ رَسولهْ

قَدْ أَنْزَلَ
الرَّحْمن، في تَنْزيلهْ ضربًا يُزِ يلُ الهامَ عن مَقِيلِهْ

ويُذْهلُ
الخَلِيلَ
عن
خَلِيلِهْ(*)

أخبرنا وكيع بن الجرّاح وعبد الله بن نُمير ويَعْلَى ومحمد ابنا عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لعبد الله بن رَوَاحة: "انْزِلْ فحَرّكْ بنا الركابَ"، قال: يا رسول الله إني قد تركتُ قولي ذلك، قال فقال له عمر: اسْمَعْ وأطِعْ، وقال فنزل وهو يقول:

يا رَبّ لوْلا أنت ما اهْتَدَيَنا وَلا تَصَدّقنا
وَلا صَلّينا

فأنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَينْا وثَبّتِ الأقْدامَ
إنْ لاقَيْنَا

إنّ
الكُفّارَ
قَدْ بَغَوْا
عليْنا

قال وكيع: وزاد فيه غيره:

‏ وإنْ
أرادوا
فِتْنَةً
أبَيْنا

قال: فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "اللهمّ ارحَمْه". فقال عمر: وجبت.(*) قال عبد الله بن نُمير ومحمّد بن عُبيد في حديثهما: اللهمّ لَوْلا أنْتَ ما اهْتَدَيْنا. قال محمد بن عمر: إنّما طاف عبد الله بن رَوَاحة بالبيت مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، في عُمْرة القضيّة في ذي القعدة سنة سبعٍ وكان عبد الله بن رواحة شاعرًا.

أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا مر بن أبي زائدة عن مُدْرِك بن عمارة قال: قال عبد الله بن رَوَاحة: مررتُ في مسجد الرسول ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جالس وعنده أُناس من أصحابه في ناحية منه، فلمّا رأوني أضبّوا إليّ: يا عبد الله بن رواحة، يا عبد الله بن رواحة. فعلمتُ أنّ رسول الله دعاني فانطلقتُ نحوه فقال: "اجلسْ هاهنا"، فجلستُ بين يديه فقال: "كيف تقول الشعر إذا أردتَ أن تقول!" كأنّه يتعجّب لذاك، قال: أنظر في ذاك ثمّ أقول، قال: "فعليك بالمشركين". ولم أكن هيّأتُ شيئًا، قال فنظرتُ في ذلك ثمّ أنشدته فيما أنشدته‏:

فخبِّرُونِي
أثْمانَ
العَباءِ
مَتَى كنتم بَطَارِيقَ أو دانَتْ لكم مضرُ

قال: فرأيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، كره بعض ما قلت، أني جعلتُ قومه أثمان العباءِ، فقلتُ:‏

يا هاشم الخير إنّ اللَّه فَضّلَكُم على
البريّةِ
فَضْلًا
ما لهُ
غِيَرُ
ُ
إنّي تَفَرّسْتُ
فيكَ الخَيرَ أعْرِفُهُ فِراسَةً
خالفَتْهم
في الذي نظروا

ولو سألْتَ أوِ استنصرْتَ بعضَهُمُ في جُلّ أمرِك ما آوَوْا وَلا نصروا

فثبّتَ اللُّه
ما آتاكَ
من حَسَنٍ تثبيتَ موسَى ونصرًا كالذي نُصروا

قال: فأقبل بوجهه مبتسّمًا وقال: "وإيّاك فثبّت الله".(*)

أخبرنا يزيد بن هارون ويحيَى بن عبّاد قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما نزلتْ {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [سورة الشعراء: 224] قال عبد الله بن رواحة: قد علم الله أني منهم، فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [سورة الشعراء: 227]، حتى ختم الآية.

أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدي قال: أخبرنا شُعبة عن أبي بكر بن حفص قال: سمعتُ أبا مُصَبِّح أو ابن مُصَبِّح يحدّث ابنَ السّمْط عن عُبادة بن الصامت أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عاد عبد الله بن رواحة، قال فما تحوّز له عن فراشه فقال: "أتدرون من شهداء أمّتي؟" قالوا: قَتْلُ المسلم شهادةٌ، قال: "إنّ شهداء أُمّتي إذًا لقليلٌ، قتلُ المسلم شهادة، والبطْنُ شهادة، والغَرِق شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جُمْعًا شهادة".(*)

أخبرنا محمّد بن الفُضَيل بن غزوان الضّبّي عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي عليه وتقول: واجَبَلاه كذا وكذا، تُعدّد عليه، فقال ابن رواحة حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا وقد قيل لي أنت كذاك.

أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: أخبرنا أبو حُرّة عن الحسن قال: أغْمي على ابن رواحة فقالت امرأة من نسائه: واجَبلاه واعزّاه، فقيل له: أنت جبلها أنت عزّها؟ فلمّا أفاق قال: ما شيء قلتموه إلا وقد سُئلتُ عنه.

أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا أبو عمران الجَوْني أنّ عبد الله بن رَوَاحة أغمي عليه فأتاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "اللّهمّ إن كان قد حضر أجله فيسّرْ عليه وإن لم يكن حضر أجله فاشفِه"، فوجد خِفّةً فقال: يا رسول الله أُمّي تقول واجبلاه واظَهْرَاهْ ومَلَكٌ قد رفع مِرْزَبَّة من حديد يقول: أنت كذا؟ فلو قلت نعم لَقَمَعَني بها.(*)

أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا دَيْلَم بن غزوان قال: أخبرنا ثابت البُناني عن أنس ابن مالك قال: حضرتْ حربٌ فقال عبد الله بن رَوَاحة‏:

يا نفْسِ ألا أراكِ تَكْرَهينَ الجنّهْ أحْلِفُ
باللِّه
لَتَنْزِلِنّهْ

طائعةً
أو
فلَتُكْرَهِنّهْ

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عُمر بن قَتادة قال: وحدّثني عبد الجبّار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم، زاد أحدهما على صاحبه، أنّ جعفر بن أبي طالب لمّا قُتِل بمُؤتة أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد فدخل الجنَّة معترضًا، فشقّ ذلك على الأنصار فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فَشَجُع فاستشهد يومئذٍ، وكان أحد الأمراء بمُؤتة فدخل الجنّة" فَسُرِّي عن قومه. وكانت مؤتة في جُمادى الأولى سنة ثمانٍ من الهجرة‏.(*)
(< جـ3/ص 486>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال