ربيعة الرأي ابن أبي عبد الرحمن
رَبيعةُ الرَّأي بن أبي عبد الرحمن، واسم أبي عبد الرحمن فَرُّوخ، مولى آل المنكدر التيميين.
يُكنى ربيعة أبا عثمان، وَذُكِرَ عند مالك بن أنس لُبْسُ الخَزّ، فقال: كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يلبس قُلَيْسِيَةً ظهارتها وبطانتها من خزّ، وكان لا يرى بلبس الخزّ بأسًا. فقيل له: ولم يجعل بطانتها خزًّا وهي لا تظهر وغير الخزّ يجزئه؟ فقال مالك يريد بذلك الدِّفْء واللين، وقال مالك: كنا نعد في حلقة ربيعة ثلاثين رجلًا معتمًا سوى من ليس بمعتمّ، وكان ربيعة يلبس العمائم، وقال: قال ربيعة: إنما الناس في حجور علمائهم كالصبيان وحجور آبائهم ومن يتولاهم. وكان ربيعة إذا مرض فجلس في بيته وضع المائدة لعواده، فلا تزال موضوعة فكلما دخل إليه قوم يعودونه قال: أَصِيبُوا أَصِيبُوا، فلا يزال كذلك حتى يَخرج وذلك بِكُلْفَة. وقال سليمان بن بلال: دخلت منزل ربيعة وهو يريد الحجّ، فهو يتجهّز لذلك، فرأيت رَحَّاءَين يطحنان السكر، وكانت له مروءة وسخاء، مع فقهه وعلمه، وكانت له حلقة في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان ربما اجتمع هو وأبو الزِّناد في حلقة، ثم افترقا بعد فجلس هذا في حلقة وهذا في حلقة، وكان جعفر محمد بن علي بن حسين كان يجلس مع ربيعة في حلقته، وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدًا أشدّ عقلًا من ربيعة. وقال ليث: وكان صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا. وكان ثقة كثير الحديث وكأنهم يتقونه للرأي، وقال الوليد بن يزيد لربيعة: لم تركت الرواية؟ قال: يا أمير المؤمنين تقادم الزمان وقل أهل القناعة. وقال: مالك بن أنس: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وقال محمد بن عمر: توفي ربيعة بن أبي عبد الرحمن بالمدينة سنة ست وثلاثين ومائة في آخر خلافة أبي العباس.