تسجيل الدخول


عمرو بن شرحبيل وهو أبو ميسرة الهمداني

عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي الوادِعي:
أبو مَيْسَرَة، وروى أبو إسحاق أنّ أبا ميسرة أوصى امرأته؛ فقال: إن ولدتِ غُلامًا، فسمّيه الرّهين، وإن ولدتِ جارية فسمّيها أمّ الرّهين، فولدت جارية، فسمّتها أمّ الرّهين، وقال ابن حبان في الثقات: كان من العُبّاد، وكانت ركبته كركبة العَنز من الطاعون. وكان أبو ميسرة إذا أخذ عطاءه تصدّق منه، فإذا جاء إلى أهله، فعدّوه وجدوه سواء، فقال لبني أخيه: ألا تفعلون مثل هذا؟ فقالوا: لو علمنا أنــّه لا يَنْقُصُ لفعلنا، قال أبو ميسرة: إني لستُ أشترط هذا على ربّي، وقال شقيق: ما رأيتُ همدانيًّا قطّ أحَبّ إليّ أن أكون في مِسلاخه من عمرو بن شرحبيل، وقال أبو وائل: ما اشتملت همدانيـّة على مثل أبي ميسرة. فقيل له: ولا مسروق؟ فقال: ولا مسروق، وعن أبي وائل أيضًا: كان أبو مَيْسرة من أفاضل أصحاب عبد الله بن مسعود. وقال أبو ميسرة: لو رأيتُ رجلًا يرضع شاة، أو من شاة، فسَخِْرتُ منه؛ لخِفتُ أن أفعل مثل ما فعل. وقال: لا يُذْكَر الله إلّا في مكان طيّب. ورأى أبو إسحاق لأبي ميسرة وأصحابه طيالسة لها أزرار طوال من ديباج، وكان أبو ميسرة يخرج زكاة الفطر بعدما يصلّي، وكان يُطْعِم صاعًا لا يَخْرِم عن ذلك، وقيل له: ما يحبسك عند الإقامة؟ قال: إّني أوتر، وكان عمرو بن شرحبيل إمام مسجد بني وادعة، وذكر أَبُو مُوسَى أنه أدرك الجاهلية.
ذكره البُخَارِيُّ وغيره في التابعين، ووثَّقه ابن معين، وروى عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وسلمان، وعائشة، وغيرهم، وروى عنه أبو وائل، وأبو إسحاق السَّبِيعي، ومحمد بن المنتشر، والقاسم بن مخيمرة، وآخرون؛ فروى عامر، عن أبي ميسرة قال: قال لي ابن مسعود يا أبا ميسرة ما تقول في: {بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 15، 16] قال: قلتُ: لا أعلمها إلا بقر الوحش. قال: وأنا لا أعلم فيها إلا ما قلتَ.
وأوصى أبو ميسرة، فقال: لا تُؤذِنوا بجنازتي أحدًا كدعاء الجاهليّة، وقال حين حضرته الوفاة: إني ليسير للموت الآن، وما بي إلّا هَوْل المطّلَع؛ ما أدَعُ مالًا، وما أدع عليّ من دَيـْن، وما أدع من عيال يُهِمّوني من بعدي، فإذا أنا مِتّ فلا تنعوني إلى أحد، وأسرعوا المشيَ وألْقوا على لحْدي من القَصَب؛ فإنـّي رأيتُ المهاجرين يستحبّون ذلك، ولا ترفعوا جَدَثي؛ فإنّي رأيتُ المهاجرين يكرهون ذلك، وقال: ذكّروني لا إله إلّا الله عند الموت، وأوصى أخاه الأرقم: لا تؤذن بي أحدًا من النّاس، وليصلّ عليّ شُريح قاضي المسلمين وإمامهم، وأسْرِعْ بجنازتي المشي، ولا تجعل على لحدي إلّا طنّ قصب، فضمّوا أربعة حَرَادِيّ بعضها إلى بعض، فجعلوها على لحده، ولما مات أبو ميسرة قال أصحاب عبد الله: امشوا خلف أبي ميسرة؛ فإنّه كان يحبّ أن يمشي خلف الجنازة. وعن أبي إسحاق قال: رأيتُ شُرَيحًا راكبًا في جنازة أبي ميسرة، وقال: رأيتُ أبا جُحيفة في جنازة أبي ميسرة آخذًا بقائمة السرير حتى أُخْرج، ثمّ جعل يقول: غفر الله لك يا أبا ميسرة، فلم يفارقه حتى أتَى القبر، وتوفّي أبو ميسرة بالكوفة في ولاية عبيد الله بن زياد، سنة ثلاث وستين قبل موت أبي جَحيفة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال