تسجيل الدخول


الجارود واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة...

((الجارُود بن المعلى. ويقال ابن عمرو بن المعلى. وقيل الجارود بن العلاء. حكاه التِّرْمِذِيُّ العَبْدِيُّ، أَبُو المُنْذِر؛ ويقال أبُو غَيَّاث ـــ بمعجمة ومثلثة ـــ على الأصح. وقيل بمهملة وموحدة ويقال: اسمه بشر بن حنَش ـــ بمهملة ونون مفتوحتين ثم معجمة. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: قدم الجارود بن عمرو بن حنَش ـــ وكان نصرانيًا، على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ فذكر قصّة، وقال في اسمه غير ذلك، ولُقِّب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم، قال الشاعر:

قَدَّسْنَاهُمُ بِالخَيْلِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ كَمَا جَرَّدَ الجَارُود بَكْرَ بَنْ وَائِلِ
[الطويل]
وكان سيّد عبد القيس. وحكى ابْنُ السَّكَنِ أن سبب تلقيبه بذلك أنّ بلاد عبد القيس أجدبت وبقي للجارودِ بقيةً من إبله، فتوجَّه بها إلى بني قَديد بن شيبان، وهم أخواله، فجربت إبلُ أخواله، فقال الناس: جردهم بشر؛ فلقب الجارود، فقال الشاعر... فذكره.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((الجارود واسمه بِشْر بن عمرو بن حَنَش بن المُعَلَّى وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جَذِيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنـْمار. قال: وإنّما سُمّي الجارود لأنّ بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شليّة، والشليّة هي البقيّة، فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان فأقام فيهم وإبله جربة فَأَعْدَت إبلَهم فَهَلَكَت، فقال الناس: جردهم بشر، فسُمّي الجارود فقال الشاعر:

جَرَدْناهُمُ بالسّيفِ من كلّ جانبٍ
كما جَرَّدَ الجارُودُ بكرَ بن وائلِ)) الطبقات الكبير. ((بشر بن المعلّى. وقيل ابن حَنش بن المُعَلى. وقيل ابن عمرو. وقيل غير ذلك: هو الجارود العَبدي، أبو المنذر. مشهور بلقبه، مختلف في اسمه.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قيل: حنش بن النعمان أبو المنذر العبدي)) ((جَارُود بنُ المُعَلى، وقيل: ابن العلاء، وقيل: جارود بن عمرو بن المعلى العبدي، من عبد القيس يكنى، أبا المنذر، وقيل: أبا غياث، وقيل: أبا عتاب، وأخشى أن يكون أحدهما تصحيفًا، وقيل: اسمه بشر، وقد تقدم ذكره، وقيل: هو الجارود بن المعلى بن العلاء، وقيل: الجارود بن عمرو بن العلاء، وقيل: الجارود بن المعلى بن عمرو بن حنش بن يعلى، قاله ابن إسحاق، وقال الكلبي: الجارود واسمه بشر بن حنش بن المعلى)) ((الجَارُود بن المُنْذِر، روى عنه الحسن وابن سيرين، قاله ابن منده جعله ترجمة ثانية هذا والذي قبله [[يعني: جارود بن المعلى]]، وقال محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب الوحدان: هما اثنان، وفرق بينهما، روى حديثه ابن مسهر، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن الجارود قال: "أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: إني على دين؛ فإن تركت ديني، ودخلت في دينك لا يعذبني الله يوم القيامة؟ قال: "نَعَمْ".(*) أخرجه ابن منده وحده. قلت: جعله ابن منده غير الذي قبله [[يعني: جارود بن المعلى]]، وهما واحد، ولا شك أن بعض الرواة رأى كنيته "أبو" المنذر فظنها ابن، والله أعلم.)) ((أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولم يرفعا نسبه، وهو بشر بن حنش بن المعلى، وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فزادوا فيه حنشًا، والله أعلم.)) أسد الغابة.
((أمّ الجارود درمكة بنت رُويم أخت يزيد بن رُويم أبي حَوْشَب بن يزيد الشيباني.)) ((أمّه دَرْمكة بنت رؤيم أخت يزيد بن رُؤيم الشيبانيّ)) الطبقات الكبير. ((أمّه درَيْمكَة بنت رُوَيم من بني شيبان‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((كان له من الولد: المنذر، وحبيب، وغياث وأمّهم أمامة بنت النعمان من الخَصَفات من جَذيمة، وعبد الله، وسَلْم وأمّهما ابنة الجدّ أحد بني عائش من عبد القيس، ومسلم، والحكم لا عقب له قُتل بسِجِسْتان وكان ولده أشرافًا. كان المنذر بن الجارود سيّدًا جوادًا ولّاه عليّ بن أبي طالب إصْطَخْر فلم يأته أحد إلّا وصله، ثمّ ولّاه عبيد الله بن زياد ثغر الِهنْدِ فمات هناك سنة إحدى وستّين أَوْ أوّل سنة اثنتين وستّين، وهو يومئذٍ ابن ستّين سنة‏.)) الطبقات الكبير. ((ابنه المنذر بن الجارود كان من رؤساء عبد القيس بالبصرة، مدحه الأعشى الحِرْمَازِي وغيره؛ وحفيده الحكم بن المنذر؛ وهو الذي يقول فيه الأعشى هذا أيضًا:

يَا حَكَمُ بْنَ المُنْذِرِ بْنِ الجَارُودْ سُرَادِقُ
المَجْدِ
عَلَيْكَ
مَمْدُودْ

أَنْتَ الجَوادُ ابْنُ الجَوَادِ المَحْمُودْ نَبَتَّ فِي الجُودِ فِي
بَيْتِ الْجوَدِ
وَالعُودُ قَدْ يَنْبُتَ
فِي
أَصْلِ العُودْ

[الرجز]
قال: فكان الحجاج يحسد الحكَم على هذه الأبيات.)) ((كان الجَارُودُ صِهْر أبي هريرة))
((قدم الجَارُودُ سنة عشر في وَفْد عبد القيس الأخير وسُرَّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بإسلامه. وروى الطَّبَرانِيُّ من طريق زَرْبيّ بن عبد الله بن أنس، قال: لما قدم الجارود وافدًا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فرح به وقَرَّبَهُ وأدناه(*). وقال ابْنُ إِسْحَاقَ في المَغَازِي: كان حسنَ الإسلام صليبًا على دينه. وروى الطَّبَرَانِيُّ من طريق ابن سيرين عن الجارود، قال: أتيت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: إن لي دينًا فلي إن تركت ديني ودخلتُ في دينك أَلَا يعذبني الله؟ قال: "نَعْم" طوّله البغويّ.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قدم على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في سنة تسعٍ فأسلم، فكان قدومُه مع المنذر بن ساوى في جماعة من عبد القيس))
((من بني جذيمة، وكان سيّدًا في بني عبد القيس رئيسًا)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان الجارود شريفًا في الجاهليّة، وكان نصرانيًّا فقدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في الوفد فدعاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى الإسلام وعرضه عليه فقال الجارود: إني قد كنتُ على دين وإني تارك ديني لدينك، أفتَضْمن لي ديني؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه". ثمّ أسلم الجارود فحسن إسلامه وكان غير مغموص عليه، وأراد الرجوع إلى بلاده فَسَأَلَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حُمْلانًا فقال: "ما عندي ما أحملك عليه". فقال: يا رسول الله إنّ بيني وبين بلادي ضَوالَّ من الإبل أفأركبها؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّما هي حَرَقُ النارِ فلا تقربْها".(*) وكان الجارود قد أدرك الرّدّة، فلمّا رجع قومه مع الغَرور: المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحقّ ودعا إلى الإسلام وقال: أيّها الناس إنـّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله صَلَّى الله عليه وسلم، وأكفي من لم يشهد وقال:

رَضينا بدينِ اللهِ من كلّ حادثٍ وباللهِ
والرّحْمنِ
نَرْضَى به رَبّا
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَر ومحمد بن عبد الله وعبد الرحمن بن عبد العزيز، عن الزّهْريّ عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أنّ عمر بن الخطّاب ولّى قُدامة بن مظعون البحرين فخرج قُدامة على عمله فأقام فيه لا يُشْتكى في مظلمة ولا فرج إلّا أنـّه لا يحضر الصلاة، قال: فقدم الجارود سيّد عبد القيس عَلَى عُمَرَ بن الخطّاب فقال: يا أمير المؤمنين إنّ قدامة قد شرب وإني رأيتُ حدًّا من حدود الله كان حَقًّا عليّ أن أرفعه إليك. فقال عمر: من يشهد على ما تقول؟ فقال الجارود: أبو هريرة يشهد. فكتب عمر إلى قدامة بالقدوم عليه، فقدم، فأقبل الجارود يكلّم عُمَر، ويقول: أقِمْ على هذا كتاب الله. فقال عمر: أشاهد أنت أم خَصْم؟ فقال الجارود: بل أنا شاهد. فقال عمر: قد كنت أدّيت شهادتك. فسكت الجارود، ثمّ غدا عليه من الغد فقال: أقم الحدّ على هذا فقال عمر: ما أُراك إلّا خصمًا وما يشهد عليه إلّا رجل واحد، أما والله لتملكنّ لسانَك أو لأسوءنـّك. فقال الجارود: أما والله ما ذاك بالحقّ أن يشرب ابن عمّك وتسوءَني. فوزعه عمر. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما قدم الجارود العبدي لقيه عبد الله بن عمر فقال: والله ليجلدنـّك أمير المؤمنين. فقال الجارود: يجلد والله خالك أو يأثم أبوك بربّه، إيـّاي تكسر بهذا يا عبد الله بن عمر؟ ثمّ جاء الجارود فدخل عَلَى عُمر فقال: أقِمْ على هذا كتاب الله، فانتهره عمر وقال: والله لولا الله لفعلتُ بك وفعلتُ. فقال الجارود: والله لولا الله ما هممتُ بذلك. فقال عمر: صدقتَ والله إنـّك لمتنحّي الدار، كثير العشيرة. قال: ثمّ دعا عمر بقُدامة فجلده. قال محمد بن سعد، وقال عليّ بن محمد: فكان الجارود يقول: لا أزال أتهيّب الشهادة على قرشي بعد عمر.)) الطبقات الكبير. ((سكن البصرة)) أسد الغابة. ((قد كان سكن البَحْرَين ولكنه يُعدُّ في البصريّين‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال أبو عمر من محاسن شعره:

شَهدْتُ بِأَنَّ اللهَ حَقٌ وَسَامَحَتْ بَنَاتُ
فُؤَادِي
بِالشَّهَادَةِ
والنَّهْضِ

فَأبْلغْ
رَسُولَ اللهِ
عَنِّي
رِسَالةً بِأَنِّي حَنِيفٌ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ الَأرْضِ

فَإِنْ لَمْ تَكُنْ دَارِي بِيَثْرِبَ فِيكُمُ فَإِنـِّي لَكُمْ عِنْدَ الإِقَامَةِ وَالخَفْضِ

وَأَجَعْلُ
نَفْسِي
دُونَ
كُلِّ
مُلِمَّةٍ لَكُمْ جُنَّةً مِنْ دُونِ عِرْضِكُمُ عِرْضِي

[الطويل])) الإصابة في تمييز الصحابة.
((روى عنه من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن التابعين: أبو مسلم الجَذَمِي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وزيد بن علي أبو القموص، وابن سيرين. أخبرنا منصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري الفقيه بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا هدبة، عن أبان، عن قتادة، عن يزيد بن الشخير، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "ضَالَّةُ المُسْلِمُ حَرَقُ النَّارِ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 266، كتاب الأشربة (27) باب ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (11) حديث رقم 1881. وابن ماجة في السنن 2/ 836 كتاب اللقطة (18) باب ضالّة الإبل والبقر والغنم حديث رقم 2502، وأحمد في المسند 4/ 25، 5/ 80. والدرامي في السنن 2/ 266، والبيهقي في السنن 6/ 190. وابن حبان في صحيحه حديث موارد (1170)، والطبراني في الكبير 2/ 296.)) ((روى يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم الجذَمِي، عن الجارود قال: قلت ـــ أو قال رجل ـــ يا رسول الله؛ اللُّقَطَةُ نجدها؟ قال: "انْشِدْهَا وَلَا تَكْتِمْ وَلَا تُغيِّبْ فَإِنْ وَجَدْتَ رَبَّهَا فَادْفَعْهَا إلَيْهِ، وَإِلَّا فَهُوَ مَالُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ" (*) أخرجه الدرامي في السنن 2/ 266. وأبو نعيم في الحلية 6/ 204. وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 170. ورواه بشر بن المفضل، وابن عُلية، وعبد الوارث فقالوا: يزيد، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم.)) ((روى عنه الحسن)) أسد الغابة.
((قيل: إنّ عثمان بن أبي العاص بعث الجارودَ في بَعْثٍ نحو ساحل فارس، فقتِل بموضع يعرف بعَقَبة الجارود)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قتِل بأرض فارس بعقبة الطين، فصارت يقال لها عقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر. وقيل: قُتل بنهاوند مع النعمان بن مُقَرّن. وقيل: بقي إلى خلافة عثمان. روى ابْنُ مَنْدَه من طريق أبي بكر بن أبي الأسود: حدّثني رجل من ولد الجارُود. قال: قتل الجارود بأرض فارس في خلافة عمر.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: ووجّه الحكم بن أبي العاص الجارود على القتال يوم سُهْرَك فقُتل في عَقَبة الطين شهيدًا سنة عشرين)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال