تسجيل الدخول


سيرين مولى أنس بن مالك

سيرين، أبو عمرة، والد محمد وإخوته، مولى أنَس بن مالك الأنصاريّ:
قال محمّد بن سيرين: كنية سيرين أبو عمرة. قال بَكّار بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن سيرين: كتب سيرين إلى أنس بن مالك: أن سيرين ظالع وكُنّ عنده ثلاث نسوة، فكتب إليه أنس بن مالك: أن اقدم عليّ المدينة حتّى أزوّجك بنت أخي البَراء بن مالك فإنّها عندي، فقال لابنته حفصة: يا بنيّة ما ترين فيما كتب به هذا الرجل؟ قالت: يا أبَتِ أجِبْه فإنّ الله يزيدك شرفًا إلى شرفك، وأمّها قاعدة، فقَصَعَتْها أمّها وقالت لها: لا أشبّ الله قرنك، تقولين لأبيك هذا! قالت أمّ حفصة: لمّا بنى عليّ سيرينُ دعا أهل المدينة سبعة أيـّام، فكان فيمن دعا أُبَيّ بن كعب فأتاهم وهو صائم فدعا لهم. قال بَكّار بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن سيرين: وُلد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدًا من أمهات أولادٍ شتّى. قال محمد بن سعد: سألتُ محمّد بن عبد الله الأنصاريّ من أين كان أصل محمّد بن سيرين؟ فقال: من سَبْي عين التّمر، وكان مولى أنس بن مالك، قال محمد بن سعد: سمعتُ من يقول: كان من أهل جَرْجَرايا، وأحسب من قال ذلك قد وَهِمَ إنّما كانت لهم أرض بجرجرايا. قال بَكّار بن محمّد: اشترى سيرين هذه الأرض بُرسْتاق جرجرايا وصارت في يدي محمّد وفي يدي أخيه يحيَى فأخذ بخراجها، وكان فيها كَرْم فأرادوا أن يعصروه، فقال محمّد: لا تعصروه، بيعوه رطبًا، قالوا: لا ينفق عنّا، قال: فاجعلوه زَبيبًا، قالوا: لا يجيء منه الزبيب، فضرب الكَرْم وألقاه في الماء وانحدر.
أدرك الجاهليَّة، وسُبي في خلافة أبي بكر؛ روَى ابن المَقْبريِّ في فوائده، عن صالح بن كَيْسان أَنَّ خالد بن الوليد مَرَّ حتى نزل بِعَيْنِ التمر، فأصاب سَبْيًا منهم سيرين أبو عمرة. وذكره البُخَارِيُّ تعليقًا، ووصله إسماعيل بن إسحاق في "الأحكام" عن موسى بن أنس أَنَّ سيرين سأل أنسًا المُكَاتبة، وكان كثير المال، فأبى، فانطلق إلى عُمر، فقال عمر: كاتبه، فأبى، فضربه عُمر بالدِّرة وتلا عُمر: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُم فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33]. قال محمّد بن سيرين: كاتب أنس بن مالك أبي على أربعين ألف درهم فأدّاها. قال عُبيد الله بن أبي بكر بن أنس: هذه مكاتبة سيرين عندنا، هذا ما كاتب به أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفًا وغلامين يعملان عمله، وكان قَيْنًا. قال بكّار بن محمّد: مكاتبة أنس بن مالك سيرين الصّكّ في صحيفة حمراء عندنا: هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين، هكذا في الكتاب، كاتبه على عشرة آلاف درهم وعشرة وُصَفاء في كلّ سنة ألف درهم ووصيف، وقال بَكّار: الطينة التي فيها الخاتم وسط الصحيفة والكتاب حولها. قال سيرين: كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألف درهم فكنتُ في مَفْتَح تُسْتَر فاشتريتُ رِثّهً فربحتُ فيها فأتيتُ أنسًا بجميع مكاتبتي فأبَى أن يقبله إلا نجومًا، فأتيتُ عمر بن الخطّاب فذكرتُ ذلك له، فقال: أنت هو؟ وقد كان رآني ومعي أثواب فدعا لي بالبركة، قلت: نعم، قال: ثمّ كتب لي إلى أنس: أن أقبلها من الرجل فقبلها. قال بَكّار بن محمّد: رأيت مجلس سيرين الذي بناه بجذوع، بعت أنا منها أربعين جِذْعًا كلّ جذع بدينار.
روى عن عمر بن الخطّاب، وقالوا: وكان سيرين معروفًا وروى شيئًا يسيرًا من الحديث.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال