ثابت بن أسلم البناني
ثَابت بن أَسْلَم البُنَانيّ من أنفسهم، وبُنانة إلى قريش:
يكنى أبا محمّد، وروى سليمان بن المغيرة قال: رأيت ثابتًا البُنانيّ يلبس الثياب اليُمنة والطيالسة والعمائم، وروى حَمّاد بن زيد قال: سمعتُ أبي يحدّث قال: قال أنس، ولم يقل شهدتُه: إنّ لكلّ شيء مفتاحًا وإنّ ثابتًا من مفاتيح الخير، وقال حُميد: كنّا نأتي أنسًا ومعنا ثابت، قال: فكان ثابت كلّما مرّ بمسجد دخل فصلّى فيه، قال: فكنّا نأتي أنسًا، فيقول: أين ثابت؟ إنّ ثابتا دُوَيْـبة أحبّها، وقال حَمّاد بن سلمة: أخبرنا ثابت قال: دخلنا على أنس، فقال: والله لأنتم أحبّ إليّ من عدّتكم من ولد أنس إلا من كان على مثل ما أنتم عليه، وقال سليمان بن المغيرة: قال ثابت: لأنْ أصيب ذنبًا وإن كان كبيرًا، فأستغفر الله منه حتّى أقلع عنه؛ أحبّ إليّ من أن أصيب ذنبًا صغيرًا لا أستغفر الله منه حتّى أقلع عنه، وقال سليمان بن المغيرة: سمعتُ ثابتًا يقول: لا يكون العابد عابدًا وإن كان فيه خصلة كلّ خير حتّى يكون فيه هاتان الخصلتان: الصلاة والصوم، قال: يقول ثابت: لأنّهما والله من لحمه ودمه، وقال سليمان بن المغيرة أيضًا: سمعت ثابتًا يقول: واللهِ للعبادة أشدّ من نقل الكارات، وقال حَمّاد بن سلمة: كان ثابت وحُميد يغتسلان تلك الليلة ويتطيبان ويُحبّان أن يطيّبا المسجد بالنّضُوح الليلة التي يُرجى فيها ليلة القَدْر، وروى حَمّاد بن سلمة أنّ ثابتًا كان يقرأها: ويلك {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ} [سورة الكهف: 37]، وهو يصلّي صلاة اللّيل ينتحب ويردّدها، وروى حَمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت؛ قال: كان يقال: ما أكثرَ أحدٌ ذكرَ الموت إلاّ رُئيَ ذلك في عمله، وقال حَمّاد بن زيد: سمعت ثابتًا يقول: لولا أن تصنعوا بي ما صنعتم بالحسن لحدّثتكم أحاديث مُؤنقة؛ ثمّ قال: منعوه القائلة، منعوه النوم، وروى حَمّاد بن سلمة عن ثابت؛ قال: إن كنتَ أعطيتَ أحدًا الصلاة في قبره، فأعطني الصلاة في قبري، وقال حُميد: قال لي ثابت البُناني: اغسلني ولا تسلخنّ جلدي، قال: وكان ثابت ثقة في الحديث مأمونًا، وتُوفّي في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.