ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن...
كان اسمها بَرْة، فسمّاها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ميمونة، تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زوّجه إّياها العبّاس بن عبد المطّلب، وكان يلي أمرها. وهي آخر امرأة تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وذلك في شوّال سنة سبعٍ في عمرة القضيّة؛ فإن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما أراد الخروج إلى مكّة عام القضيّة، بعث أوس بن خَوْلي وأبا رافع إلى العبّاس فزوّجه ميمونة، فأضلاّ بعيريهما فأقاما أيامًا ببطن رَابغ حتى أدركهما رسول الله بقديد وقد ضمّا بعيريهما، فسارا معه حتى قدم مكّة فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له، وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
وقيل هي التي وهبت نَفْسَها للنّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكذلك قال قتادة؛ قال: وفيها نزلت: {وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب 50] الآية.
روى موسى بن محمّد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال: قيل لها: إنّ ميمونة وَهَبَتْ نفسها لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على مَهْر خمسمائة درهم ووليَ نكاحه إيّاها العبّاس بن عبد المطّلب.
وروى ابن عبّاس عن ميمونة قالت: أجنبت أنا ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاغتسلت من جفنة، ففضلت فضلة، فجاء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فاغتسل منها، فقلت: إني قد اغتسلت منها. فقال: "ليس على الماء جنابة".
وقال يزيد بن الأصمّ: كان مسواك ميمونة بنت الحارث، زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، منقعًا في ماء، فإن شغلها عمل أو صلاة، وإلاّ أخذته فاستاكت به. وروى سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن رجل عن ميمونة أنهّا أبصرت حبّة رمّان في الأرض، فأخدتها وقالت: إنّ الله لا يحبّ الفساد.
وفاتها:
وتُوفيت ميمونة بِسَرف في الموضع الذي ابتنى بها فيه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وذلك سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ست وستين، وقيل: سنة ثلاث وستين. وصلَّى عليها ابن عبّاس، ودخل قَبْرَها هو، ويزيد بن الأصم، وعبد الله بن شداد بن الهادي، وهم بنو أخواتها، وعبيد الله الخولاني، وكان يتيمًا في حِجْرِها.