تسجيل الدخول


خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف...

((خُبَيْبُ بن عَدِيّ بن مَالك بن عَامِر بن مَجْدَعَة بن جَحْجَبى بن عوف بن كُلْفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنْصَارِيّ الأوسي.)) أسد الغابة. ((ذكر أَبُو ُيوسُفَ في كتاب "اللطائف" عن الضّحاك ــ أن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أرسل المقداد والزُّبير في إنزال خُبيب عن خشبته، فوصلا إلى التنعيم، فوجدا حَوْلَه أربعين رجلًا نشاوَى، فأنزلاه؛ فحمله الزُّبَيْرُ على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء، فَنذِر بهِم المشركون، فلما لحقوهم قذفه الزبير فابتلعته الأرض فسمي بليع الأرض.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((شهد أحدًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا عبد الوهاب بن هبة اللّه بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، قال: حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري ويعقوب، قال: حدثنا أبي، عن الزهري، قال أبي، يعني أحمد: وهذا حديث سليمان الهاشمي، عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عشرة رهط عينًا، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهَدَّة، بين عسفان ومكة، ذكروا لحَيٍّ من هُذَيل يقال لهم: بنو لِحْيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رامٍ، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، قالوا: نوى تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحسن بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى قَرْدَد، فأحاط بهم القوم فقالوا: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا تقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصمًا في سبعة، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم: خبيب الأنصاري، وزيد بن الدَّثِنَةِ، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجرَّرُوه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم فقتلوه)) أسد الغابة. ((شهد بَدْرًا، وأُسِر يوم الرّجِيع في السرّية التي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقْلَح، وخالد بن البُكير في سبعة نَفَر فقتِلوا، وذلك في سنة ثلاث، وأسر خُبيب وزيد بن الدَّثِنَة، وانطلق المشركون بهما إلى مكّة فباعوهما فاشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قَتل الحارث بن عامر يوم بَدْر، كذا قال معمر عن ابن شهاب:‏ إنَّ بني الحارث بن عامر بن نوفل ابتاعوا خُبيبًا. وقال ابنُ إسحاق‏:‏ وابتاع خُبيبًا حجير بن أبي إهاب التميميّ حليفٌ لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأبيه فابتاعه لعقْبة بن الحارث ليقتُلَه بأبيه‏. قال ابنُ شهاب: فمكث خُبيب عندهم أسيرًا حتى إذا اجتمعوا على قَتْله استعار مُوسَى من إحدى بناتِ الحارث ليستحِدَّ بها، فأعارته‏. قالت: فغفلتُ عن صبيٌّ لي، فَدَرَجَ إليه حتى أتاه. قالت: فأخذه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزِعْتُ فزعًا عرفه في،ّ والمُوسى في يده. فقال:‏ أتخشين أن أقتله؟ ما كنْتُ لأفعل إن شاء الله. قال‏:‏ فكانت تقولُ: ما رأيتُ أسيرًا خيرًا من خُبيب، لقد رأيته يأكُلُ من قطف عِنَب وما بمكّة يومئذ من حديقة، وإنه لموثَقٌ في الحديد، وما كان إلا رزقًا آتاه الله إيّاه.‏ قال:‏ ثم خرجوا به من الحرَم ليقتلوه فقال:‏ دعُوني أصلِّي ركعتين. ثم قال‏:‏ لولا أنْ يَرَوْا أن ما بي مِنْ جَزع من الموت لزدْتُ‏.‏ قال: فكان أولَ مَنْ صلّى ركعتين عند القتل هو، ثم قال‏:‏ اللّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، واقتلهم بددا، ولا تبقِ منهم أحدا،‏ ثم قال:‏

فَلَستُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ في اللَّهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبارِكُ
عَلَى أَوْصَالِ شِلْـوٍ
ممـزّع
قال: ثم قام إليه عُقبة بن الحارث فقتله. هذا كلُّه فيما ذكره ابنُ هشام عن عمرو بن أبي سفيان الثقفيّ، عن أبي هريرة. وذكر ابن إسحاق قال:‏ وقال خُبيب حين صلبه‏: [الطويل]‏

لَقَدْ جَمَـعَ الأَحْـزَابُ
حَوْلِي
وَأَلَّبُوا قَبَـائِلَهُمْ وَاَسْتَجْمَعـُوا كُـلَّ
مَجْمَـعِ

وَقَدْ قَرَّبُـوا
أَبْنَــاءَهُمْ
وَنِسَـاءَهـُمْ وَقُرِّبْتُ مِنْ جـِذْعٍ
طَوِيــلٍ
مُـمَنـَّـعِ

وَكُلُّهـُمْ
يُبْـدِي
العَـدَاوَةَ
جـَاهِـدًا عَـلَيَّ، لأَنـِّي فِي وَثَــاقٍ
بــِمُضـْيَـعِ

إِلَى اللَّهِ أَشْكُو غُرْبَتِي بَعْدَ
كُرْبَتِي وَمَا جَمَّعَ الأَحْزَابُ لِي عِنْدَ مَصْرَعِي

فَذَا العَرْشُ صَبَّرنِي عَلَى مَا أَصَابَنِي فَقَدْ بَضَعُـوا لَحِمْى وقدْضَلَّ مَطْمَعِي

وَذَلِكَ فـِي ذَاتِ الإِلَـهِ وَإِنْ يَشَـأْ يُبَـارِكْ
عَلَـى
أَوْصَالِ شِلْـوٍ مُمَزَّعِ

وَقَدْ عَرَّضُوا بِالكُفْـِر وَالمَوْتُ دُونَهُ
وَقَْد ذَرَفْت عَيْنَـايَ مِنْ غَيْرِ مَدْمَعَ

وَمَا بي حِذَارُ المـَوْتِ، إِنِّي لَمَيِّتٌ وََلكِـنْ
حِـذَارِي حُـرُّ نَـارٍ
تَلَفَّـعُ

فَلَسْتُ
بِمُبْـدٍ
لِلْعَـدُوِّ
تَخَشُّـعـا وَلاَ جَـزَعًا إِنِّـي إِلَـى اللَّهِ مَرْجَعِي

وَلَسْتُ أُبَالِـي حِينَ
أُقْتَلُ
مُسْلِمًا
عَلى أَيِّ حـَالٍ كانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي
وصلب بالتّنعيم رضي الله عنه، وكان الذي تولَّى صَلْبه عقبة بن الحارث وأبو هُبيرة العبدريّ، وذكر من الرّكعتين نحو ما ذكر ابن شهاب؛ قال:‏ وقال عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم‏: ‏هو أول من سَنَّ الرّكعتين عند القتْل‏. وذكر الزَّبير قال:‏ حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس قال:‏ حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة بن الحارث بن نوفل عن عمه موسى بن عقبة، عن ابن شهاب أنّ عقبة بن الحارث بن نوفل اشترى خُبيب بن عديّ من بني النّجّار، وكان خُبيب قد قتل أباه يوم بَدْر، قال: ‏‏واشترك في ابتياع خُبيب فيما زعموا أبو إهاب بن عزيز، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريف، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص وأمية بن أبي عتبة، وبنُو الحضرمي، وصَفْوان بن أمية بن خلف، وهم أبناء مَنْ قُتل من المشركين يوم بَدْر، ودفعوه إلى عقبة بن الحارث، فسجنه في داره، وكانت امرأةُ عقبة تقوته وتَفْتَحُ عنه وتُطْعمه، وقال لها:‏ إذا أرادُوا قتلي فآذنيني.‏ فلما أرادوا قَتْله آذنته، فقال‏‏ لها: أعطيني حديدة أَستحدُّ بها، فأعطَتْه مُوسى، فقال ـ وهو يمزح‏:‏ قد أمكن الله منكم، فقالت: ما كان هذا ظَنِّي بك، فطرح المُوسَى وقال:‏ إنما كنْتُ مازحًا. ورَوى عمر بن أمية الضّمريّ، قال:‏ ‏بعثني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى خُبيب بن عديّ لأُنْزلَه من الخشبة، فصعَدْتُ خشبته ليلًا، فقطعْتُ عنه وألقيته، فسمعْتُ وَجْبَة خلفي، فالتفتُّ فلم أرَ شيئًا.‏ رَوى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر أنه سُمِع يقول الذي قَتَل خبيبًا أبو سَرْوَعة عقبة بن الحارث بن نوفل.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عُمر بن قَتَادَةَ، قال: لما كان مِن غَدر عَضَل والقارَة بخبيب بن عدي وأصحابه ما كان بالرَّجيع وهو ماء لهُذيل بناحية الحجاز بصدور الهدة، قَدِموا بخُبيَب وزيد بن الدَّثِِنَة مكة، فأما خبيب فابتاعه حُجَير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث بن عامر، وكان أخا حُجير لأمّه ليقتلَه بأبيه، فلما خرجوا به ليقتلوه وقد نصبوا خَشبَةً ليصَلُبوه فانتهى إلى التَّنعيم، فقال: إن رأيتم أن تَدعُوني أركع ركعتين، فقالوا: دونك، فَصَلَّى ركعتين أَتَمَّهُما وأحسَنَهُما ثم انصرف إليهم، فقال: أَمَا والله لولا أن تظنوا أني إنما طوّلتُ جَزَعًا مِن القَتل لاستكثرتُ من الصلاة، قال: فكان أوّلَ مَنْ سَنَّ الصلاةَ عند القتل ثم رفعوه على خَشبَته، فقال: اللهُمّ أحصهم عَددًا واقتُلهم بَددًا، ولاتُغادِر منهم أحدا، اللّهُم إنا قد بلّغنا رسالة رَسُولك فبلّغه الغداةَ ما أَتَى إلينا. قال وقال معاوية بن أبي سفيان: كنتُ فيمن حَضَرَ قَتلَ خُبيَب فلقد رأيتُ أبا سفيان يُلقيني إلى الأرض فَرَقًا من دعوة خُبَيب، وكانوا يقولون: إنّ الرجل إذا دُعِي عليه فاضطجع، زلَّت عنه الدَّعوةُ. أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، قال فحدّثني يحيى بن عباد عن أبيه، عن عقبةَ بن الحارث، قال سمعتُه يقول والله ما أنا قتَلتهُ، لأنا كنتُ أصغرَ من ذلك، ولكنه أخذ بيَدِي أبو مَيْسَرةَ أخو بني عبد الدار، فَوَضَعَ الحَربةَ على يَدِي، ثم وضع يدَه على يَدي فأخذها به ثم قتلَه. أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثني عمرو بن عثمان بن عبد الله بن مَوهَب، مولَى الحارث بن عامر، قال: قال مَوهب: قال لي خُبَيب وكانوا جعلوه عندي: يا مَوهَبُ أطلبُ إليك ثلاثًا: أن تسقِيني العَذبَ، وأن تُجَنِّبَني ما ذُبح عَلى النُّصُب، وأن تُؤْذِنّي إذا أرادوا قَتلي. وأخبرنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق قال: فحدّثني ابن أبي نجيح أنه حدّث عن ماوِيّةَ مولاة حُجَير وكان حُبِس في بيتها خُبَيب، فكانت تُحدّث بعد أن أسلَمَتْ قالت: والله إنه لمحبوس في بيتي مُغلق دونه إذِ اطَّلَعتُ من صِيرِ الباب إليه، وفي يده قطفُ عِنَبٍ مثل رأس الرَّجُل يأكل منه، وما أعلم في الأرض حَبَّةَ عِنَب تُؤكل، قالت: فلما حضره القَتلُ قال: يا ماوِيَّةُ المسِيني حَديدَةً أتَطَهَّر بها للقتل. فأعطيتُ الموسَى غلاما منا فأمَرته فدخل بها عليه، فوالله ما هو إلا أن وَلّى داخِلًا عليه فقلتُ أصاب والله الرجلُ ثأره بقتل هذا الغلام بهذه الحديدة فيكون رجلٌ برجُل، فلما انتهى الغلام إليه أخذ الحديدةَ من يده ثم قال: لعمري ما خافَت أمّكَ غَدرِي حين أرسلتك إلي بهذه الحديدة ثم خَلّى سبيلَه. قال محمد بن سعد: والغلام أبو حُسَين من بني نوفل بن عبد مناف من ولده المحدثين.)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال