تسجيل الدخول


سعد بن هذيل

1 من 1
سعد بن هُذَيْم:

ذكره الْبَغَوِيُّ في "الصَّحابة"، وأخرج من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزّهري، عن أبي خِزَامة أحد بني الحارث بن سعد بن هُذَيم، عن أبيه ـــ أنه أخبره، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ أدويةً نتداوى بها؟ الحديث.

وأخرجه ابْنُ مَنْدَه من هذا الوجه، فقال: عن أَبي خِزَامة، عن الحارث بن سَعْد بن هُذيم، عن أبيه.

وكذا أخرجه ابن زَبْر، من طريق فُلَيح، عن الزهري ـــ زاد فيه: "عن" أبي خِزَامة والحارث.

وفي رواية البَغَوِيُّ تصحيف؛ وذلك أنه كان فيها عن أبي خِزَامة أحد بني الحارث فتصحّف، فصارت أخبرني، وتغيّرت في رواية فُليح، فصارت "عن".

وقد رواه على الصّواب الليث وابن المبارك وسليمان بن بلال، عن يونس.

وكذا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ في الآحاد والمثاني مِنْ طريق صالح بن كَيْسان عن الزهري.

والمراد بقوله: أَحد بني الحارث ابن سعد أنه مِنْ ذُريته، لا أنَه ولده لصُلْبه على ما سَنُبينه.

وقد اغترّ ابْنُ أبي داود بظاهره، فحكى ابنُ شاهين أَنه أَخرجه مِنْ طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث، ويونس عن الزهري، فقال: إن خِزَامة أَحَدُ بني الحارث ابن سَعْد بن هذيم أَخبره أنّ أباه أخبره أنه قال... فذكر الحديث.

قال ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: لم يَرْوِ سعد عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم غير هذا.

قلت: وسَعْدٌ لا رواية له في هذا الحديث أصلًا؛ فإنه لم يتأخر حتى جاء الإسلامُ، ولو كان كما ظنّ لكانت الصُّحبةُ للحارث بن سعد، على أنّ ابن شاهين التزم هذا الوَهْمَ فذكر الحارث في الصُّحابة، وأخرج من طريق الزَّبيدي، عن الزّهري، عن أبي خِزَامة ـــ أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه، أَنه أتى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فذكره.

ووهم فيه أَبُو عُمَر في الاستيعاب، فقال: سعد بن هُذَيل والد الحارث بن سعد، لم يَرْوِ عنه غير ابنه فيما علمت. حديثه عند ابن شهاب عن أبي خِزَامة عن الحارث بن سعد عن أبيه، قلت: يا رسول الله، أرأيت رُقى نَسْتَرْقِي بها... انتهى.

فتبع الواهم في وَهْمه فيه، وزاد فيه أنه صَحّفه، وقال هذيل؛ وإنما هو هذيم بالميم، وقد تَنبَّه للوهم فيه أبو عمر في التمهيد، فأخرجه من طريق ابنُ عيينة عن الزهري، عن أبي خِزَامة، عن أبيه؛ ثم نقل عن إسماعيل القاضي أنه اختلف فيه على يونس، فقال: سليمان بن بلال عنه عن الزهري عن أبي خِزامة ـــ أحَد بني الحارث بن سَعْد عن أبيه أنه سأل؛ وقال عثمان بن عمر: عن أبي خزامة إن الحارث بن سعد أخبره أن أباه أخبر به.

قال إِسْمَاعِيلُ: والصَّواب قولُ سليمان، وتابعه عبد الرَّحمن بن إسحاق عن الزهري، قاله يزيد بن زُرَيْع عنه.

وقد رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن إسحاق، فقال: عن الزهري، عن رجل من بني سَعْد، عن أبيه، ولم يسمّه ولم يكنّه.

قلت: وسَعْد بن هُذَيم المذكور جَدّ قبيلة كبيرة، وهو سعد بن زيد بن أسلم بن الحاف بن قُضاعة، وإنما قيل له سعد هُذَيم؛ لأن هُذَيمًا كان عَبْدًا حبشيًا حضن سَعْدًا فَعُرِف به، وهذا مشهور عند أهل النَّسب. والعجب كيف يخفى على ابْنِ عبد البرّ مع معرفته بالنسب، وكذا ابن الأثير.

وأبو خِزَامة المذكور شيخ الزّهري فيه لا نعرف اسْمَه، واسْمُ أبيه يَعْمر بتحتانية أَوله، وهو الصَّحابي كما سيأتي في موضعه على الصَّواب.
(< جـ3/ص 231>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال