تسجيل الدخول


سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

1 من 1
سعيد بن العاص: بن أمية بن عَبْد شمس بن عبد مناف.

ذكره ابْنُ حِبَّانَ في الصَّحابة، فوهم فيه وهْمًا شنيعًا، وأعجب من ذلك أنه قال: هو المكبر الذي زَوَّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أم حبيبة، ثم وَجَدْتُ لابن حبَّان سلفًا؛ فروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق مَليح، عن هشام بن عُروة، عن أبيه ـــ أن سعيد بن العاص قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ".(*)

قالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: سعيد بن العاص هذا هو ابن أميّة بن عَبْد شمس، وسعيد بن العاص المذكور يُكَنّى أبا أُحَيحة، وكان من وُجوه قريش.

قال ابْنُ عَسَاكِرَ: لم يدرك الإسلام، قال: ووهم يعقوب بن سفيان فيما زعم، وإنما الحديث لابن ابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وقال ابن أبي داود في المصاحف: حدَّثنا العباس بن الوليد بن زيد، أخبرني أبي، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز أَنَّ عربية القرآن أُقيمت على لسان سعيد بن العاص؛ لأنه كان أشبههم لَهْجَةً برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ وقتل العاص أبوه يوم بَدْر مشركًا، ومات جَدّه سعيد بن العاص قبل بَدْرٍ مشركًا.

ووقع عند أَبي دَاوُدَ مِنْ حديث أبي هريرة: كلّمت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يسهم لي، فتكلم بعضُ ولد سعيد بن العاص، فقال: لا يسهم له. فقلت: ما هذا؟ قاتل ابن نوفل! فقال سعيد بن العاص: يا عجبًا لوبر... الحديث(*).

وهذا يوهم أَنّ سعيد بن العاص حاجَّ أبا هريرة بسبب بَعْضِ ولده؛ وليس كذلك، بل الصَّواب: فقال أَبان بن سعيد بن العاص. وقد أوضحتُ ذلك بحجاجه في شرح البخاريَّ.

ووقع في الطَّبَرَانِيُّ من حديث جُبير بن مطعم: رأيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم عاد سَعِيد بن العاص... الحديث.(*) وقد ذكرته في ترجمة حفيد هذا.

وأبو أُحيحة كان إذا اعتَمّ بمكّة لم يعتمّ أحدٌ بمثل عمامته إجلالًا له، وأُمُّه رَيْطة بنت البياع بن عَبْد ياليل الثقفيَّة، وكان سعيد قد قِدَم الشَّام في تجارةٍ، فحبسه عَمْرو بن جفنة لأجل عثمان بن الحارث، فقال سعيد في ذلك:

يَا رَاكِبِي إِمّا عَرَضْـ ـتَ فَبَلِّغَنْ قَوْمِيِ يَزِيدَا

عُثْمَانَ أَوْ عَفَّـانَ أَوْ أَبْلِـغْ
مُغَلْغَلَةً
أَسِيدَا

فَلأَمْدَحَنَّ المَادِحيـ ـن بِمَدْحَةٍ تَأْتِي شرُودَا

[مجزوء الكامل]

وكان حبس مع هشام بن سعيد بن عبد الله بن أبي قَيس العامريّ، فقال في ذلك:

قَوْمِي وَقَوْمُكَ يَا هِشَامُ أَجْمَعُوا تَرْكِي وَتَرْكَكَ آخِرَ الأعْصَارِ

[الكامل]

في أبيات، فاجتمع رأيُ بني عبد شمس على أن يفتدوا سَعِيد بن العاص، فجمعوا مالًا كثيرًا فافتدوه به، ومات هشام في الحبس.
(< جـ3/ص 235>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال