عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك...
عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصَّلْت، أبو صالح السُّلَمِيّ الأمير المشهور:
قيل: إِن له صحبة، وفتح سَرْخَس، وذكره خليفة في فَتْح خراسان مع عبد الله بن عامر، وأنه قام بالناس في وَقْعَة فاران بباذغيس، فأقرّه ابْنُ عامر على خراسان عشر سنين حتى قُتل عثمان، وذكره الحاكم فيمن نزل خُراسان من الصحابة، وَقَدْ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: زعم بعضُ المتأخرين أن له إدراكًا، ولا حقيقةَ لذلك، وقال ابن حجر العسقلاني: لكن روى أبو سَعْد الماليني، من طريق محمد بن حمدان الخَرَقي، عن أبيه أنه سمع محمد بن قطن الخَرَقين عن خالهم، وكان وصيَّ عبد الله بن خازم، وكانت لعبد الله بن خازم عمامةٌ سوداء يلبسها في الجُمَع والأعياد والحرب، فإذا فتح عليه تعمّم بها تبرُّكًا بها، ويقول: كسَانيِها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد أَخْرَجَ أَبُو دَاود، وَالْبُخَارِيّ في "التاريخ"، والحاكم نحوه، وَذَكَرَهُ المَرْزَبَانِيّ في "معجم الشّعراء"، وقَالَ أَبُو أَحْمَدُ العَسْكَرِيّ: كان عبد الله بن خازم مِنْ أشجع الناس، وَذكر السَّلاَمي في تاريخه، وَحَكَى الطَّبَرِيّ أيضًا أنه لما وقعت فتنةُ ابْنُ الزّبير كتب إلى ابن خازم فأقرَّه على خراسان، فبعث إليه عبد الملك فلم يقبل؛ فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبدُ الملك برأسه فغسله، وصلّى عليه، ثم ثار عليه وكيع بن الدورقية فقتله سنة اثنتين وسبعين، وقيل: إن الرأس التي وجهت له هي رأْسُ عبد الله بن الزبير، وَقَالَ الْمُبَرِّد فِي "الْكَامِل" في قول الفرزدق:
عَضَّتْ سُيُوفُ تَمِيمٍ حِينَ أَغْضَبَهَا رَأَسَ ابْنِ عجلي فَأَضْحَى رَأْسُهُ شَذَبَا
وابن عجلِي هو عبد الله بن خازم، وعَجْلي أمه وكانت سوداء، وكان هو أسود، وهو أحد غربان العرب، وسأل المهلبُ عن رجل يقدمه في الشَّجاعة، فقيل له: فأين ابن الزبير وابن خازم؟! فقال: إنما سألت عن الإنس، ولم أسأل عن الجن؛ فقال: إنه كان يومًا عند عبيد الله بن زياد وعنده جرذ أبيض، فقال: يا أبا صالح، هل رأيتَ مِثْلَ هَذَا، ودفعه له فنضا إلى عبد الله وفزع واصفر، فقال عبيد الله: أبو صالح يعصي السلطان، ويطيع الشيطان، ويقبض على الثعبان، ويمشي إلى الأسد، ويلقى الرماح بوجهه، ثم يجزع مِن جُرَذ، أشهد أن الله على كل شيء قدير.
روى عنه سعد بن الأَزرق، وسعيد بن عثمان. وكان عبد الله أَميرًا على خراسان أَيام فتنة ابن الزبير، وأَول ما وليها سنة أَربع وستين، بعد موت يزيد بن معاوية وابنه معاوية، وجرى له فيها حروب كثيرة، حتى تَمَّ أَمره بها. وقُتل عبد الله سنة إِحدى وسبعين بخراسان في الفِتْنة، وقيل: سنة سبع وثمانين.