عبد الرحمن الأكبر بن عمر بن الخطاب
عبد الرّحمن الأكبر، ابن عُمر بن الخطّاب:
قال ابْنُ مَنْدَه: كناه النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم أبا عيسى؛ فأراد عُمر أن يغيِّرها، فقال: والله إنّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم كنّاني بها. وتعقّبه أَبُو نُعَيْمٍ بأن الذي قال لعُمَر ذلك إنما هو المغيرة بن شُعبة، وأما عبد الرحمن فقال لأبيه: قد اكتنى بها المغيرة، فقال المغيرة: كناني بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وأخرج القصة ابنُ أبي عاصم كما أخرجها ابنُ السكن بسندٍ صحيح، وأن عبد الرحمن قال لأبيه: إنَّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم كنى بها المغيرة.
أخو عبد الله بن عمر وحفصة بنت عُمر لأبيهما وأمهما، وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب، أخت عثمان بن مظعون، وقال أَبُو عُمَرَ: كان لعمر ثلاثة كلهم عبد الرحمن، هذا أكبرهم، لا تحفَظُ له رواية، والثاني: عبد الرّحمن بن عمر الأوسط، وهو أبو شحمة، وهو الذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر، ثم حمله إلى المدينة، فضربه أبوه أدبَ الوالد، ثم مرض ومات بعد شَهْر، هكذا يرويه معمر عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه. وأما أهلُ العراق فيقولون: إنه مات تحت سياط عمر، وذلك غَلَط. وقال الزّبير: أقام عليه عمر حدَّ الشّراب فمرض ومات. والثالث: عبد الرّحمن بن عمر الأصغر هو أبو المجبّر، اسمه أيضًا عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن عمر بن الخطّاب، إنما سمي المجبّر؛ لأنه وقع وهو غلام فتكسر، فأُتي به إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل لها: انظري إلى ابن أخيك المكسر، فقالت: ليس واللَّهِ بالمكسر، ولكنه المجبر، هكذا ذكره العدويّ وطائفة. وقال الزّبير: هلك عبد الرّحمن الأصغر، وترك ابنًا صغيرًا أو حملًا، فسمته حفصة بنت عمر عبد الرّحمن ولقبّته المجبّر؛ لعل الله يجبره. وعبد الرحمن الأكبر هو أبو بهيش، وبهيش لقب؛ واسمه عبد الله بن عبد الرّحمن بن عُمر.