1 من 1
ز ـــ قطن بن عبد عوف الهلالي.
له إدراك؛ قال ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ: كان عبد الله بن عامر استعمله على كرمان، فأعطى على جوازِ الوادي أربعة آلاف، فأبى ابْنُ عامر أن يحسبها له، فأجازها له عثمان بن عفان؛ وفي ذلك يقول الشَّاعر:
فِدًى لِلأكْرَمِينَ مِنْ بَنِي هَلَالٍ عَلَى عِلَّاتِهِمْ أَهْلِي وَمَالِي
هُمُ سَنُّوا الجَوَائِزَ فِي مَعَدٍّ فَكانَتْ سُنَّةً إِحْدَى اللَّيَالِي
[الوافر]
قال ابْنُ دُرَيْدٍ: هذا أصلُ الجائزة، وقال ابن قتيبةَ استعمل عبد الله بن عامر قَطَنًا هذا على فارس، فمرَّ به الأحنف بن قيس غازيًا في جَيْش، فوقف بهم على قَنْطَرة، فصار يُعْطِي الرجل على قَدْره، فلما كثروا قال: أجيزوهم، فكان أول من سنّ الجوائز.
قُلْتُ: حاصل ما قالاه أنَّ الجائزة مشتقة من الجواز، ويعكر على الأولية المذكورة ما ثبت في الحديث الصحيح في الضيف جائزته يوم وليلة، وقد أشبعتُ القول في ذلك في كتاب "الأوائل" "وفتح الباري".
(< جـ5/ص 397>)