تسجيل الدخول


صحار بن عياش

صُحَار بن عباس، وقيل: ابن عيّاش، وقيل: ابن العباس، وقيل: ابن عابس، وقيل: ابن عبد القيس، وقيل: ابن صَخر بن شرَاحِيل العبدي الديلي.
أَخرجه ابن منده، وأَبو نعيم.
والد عبد الرحمن، وبه يكنى. قال صُحار بن العبّاس، ومَزِيدة بن مالك: كان الأشجّ أشجّ عبد القيس، صديقًا لراهبٍ ينزل بِدَارين، فكان يلقاه في كل عام، فلقيه عامًا بالزّارة، فأخبر الأشجّ أنَّ نبيًّا يخرج بمكَّة، يأكل الهديّة، ولا يأكل الصَّدَقة، بين كتفيه علامة يظهر على الأديان، ثم مات الرّاهب؛ فبعث الأشجُّ ابنَ أختٍ له من بني عامر بن عصر، يقال له عمرو بن عبد القيس، وهو على بنته أُمامة بنت الأشجّ، وبعث معه تمرًا ليبيعه، ومَلاحف، وضَمَّ إليه دليلًا يقال له: الأرَيْقط، فأتى مكّة عام الهجرة، فذكر القصَّةَ في لقيه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وصحةِ العلامات، وإسلامِه، وأنه علمه الحمد، و: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، وقال له: "ادْعُ خالك إلى الإسلام"، فرجع، وأقام دليلَه بمكّة، فدخل عمرو منزله، فسلم، فخرجت امرأتُه إلى أبيها، فقالت له: إن زوجي صَبأَ، فانتهرها، وجاء الأشجُّ، فأخبره الخبر، فأسلم الأشج، وكتم الإسلام حينًا، ثم خرج في ستة عشر رجلًا من أهل هَجَر، منهم من بني عَصَر: عمرو بن المرحوم بن عمرو، وشهاب بن عبد الله بن عَصَر، وحارثة بن جابر، وهمام بن ربيعة، وخزيمة بن عبد عمرو، ومنهم منْ بني صباح: عقبة بن حوزة، ومطر العنبري، أخو عقبة لأمه، ومن بني عثمان: منقذ بن حبّان، وهو ابنُ أخت الأشجّ أيضًا، وقد مسح النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وَجْهَه، ومن بني محارب: مَزِيدَة بن مالك، وعبيدة بن همام، ومن بني عابس بن عوف: الحارث بن جندب، ومن بني مرة: صُحار بن العبّاس، وعامر بن الحارث؛ فقدموا المدينة، فخرج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم في الليلة التي قدموا في صُبْحها، فقال: "لَيَأْتِيَنَّ رَكْبٌ مِنْ قبلِ المَشْرِقِ، وَلَمْ يُكْرَهُوا عَلَى الإِسْلاَمِ، لصَاحِبِهِمْ عَلاَمَةٌ"، فقدموا، فقال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ"، وكان قدومهم عامَ الفتح، وشخَص النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى مكّة، ففتحها، ثم رجع إلى المدينة، فكتب عَهْدًا للعلاء بن الحَضْرَميّ، واستعمله على البَحْرَيْن، وكتب معه إلى المنذر بن ساوى، فقدموا فبنوا البِيعةَ مَسجدًا، وأَذّن لهم طلق بن عليّ... فذكر الحديث بطوله(*). ذكر مُحَمَّد بْنُ الرَّبيعِ الجيزي صحار في الصّحابة الذين شهِدُوا فَتْحَ مصر. قال ابن حجر العسقلاني: لصُحار أخبار حِسان، وكان بليغًا مفوّهًا، ذكر الجاحظ في "الحيوان"، أنه قيل له: ما يقول الرّجل لصاحبه عند تذكيره إياه أياديه،وإحسانه؟ قال: يقول: أما نحن، فإنَّا نرجو أن نكونَ قد بلغنا من أداء ما يجبُ لك علينا مبلَغًا مرضيًّا، قال صُحَار: وكانوا يستحبون أن يدعوا للقول متنفسًا، وأن يتركوا فيه فَضْلًا، وأن يتجافَوا عن حقّ إن أرادوه، ولم يمنعوا منه. وقال الجَاحِظُ في كتاب "البيان": قال معاوية لصُحار: ما البلاغة؟ قال: الإيجاز، قال: ما الإيجاز؟ قال: ألا تبطئ، ولا تخطئ. وقال الرَّشَاطِيُّ: ذكر أبو عبيدة أنَّ معاوية قال لصُحار: يا أزرق، قال: القطامي أزرق، قال: يا أحمر، قال: الذّهب أحمر، قال: ما هذه البلاغة فيكم؟ قال: شيء يختلج في صدورنا، فنقذفُه كما يقذف البحر بزَبده، قال: فما البلاغة؟ قال: أن تقولَ فلا تبطئ، وتصيب فلا تخطئ. وقال مُحمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النّدِيمُ في "الفهرست": كان عثمانيًا، أحدَ النّسابين، والخطباء في أيام معاوية، وله مع دغفل النسابة محاورات، وبعثه الحكم بن عَمْرو الثّعلبي بشيرًا بفَتْحِ مُكْران، فسأله عمر عنها، فقال: سَهْلها جبل، وماؤها وَشَل، وتمرها دَقَل، وعدوها بطلَ؛ فقال: لا يغزوها جيش ما غربت شَمْسٌ، أو طلعت. وقالت خالدة بنت طلق: قال أبي: جلسنا عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء صُحارُ عبد القيس، فقال: يا رسول اللّه، ما ترى في شراب نصنعه من ثِمارنا؟ فأعرض عنه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حتى سأله ثلاث مرار، قال: فصلّى بنا، فلمّا قضى الصلاة، قال: "من السائل عن المسكر؟ تسألني عن المسكر، لا تشربه، ولا تُسْقِه أخاك، فوالذي نفس محمد بيده ما شربه رجل قطّ ابتغاء لذّة سُكْره، فيسقيه الخمر يوم القيامة"(*).
وقال مُحمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النّدِيمُ في "الفهرست": روى صُحَار عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم حديثين، أو ثلاثة. روى عنه ابنه جعفر بن صُحَار، ومنصور، بن أبي منصور، وجَيْفر بن الحكم. روى صُحَار العبدي، أنه قال: سمعتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِل مِنْ بَني فُلَانٍ وَبني فُلَانٍ"(*) أخرجه أحمد في المسند 3/ 483، الطبراني في الكبير 8/ 87، ابن أبي شيبة في المصنف 15/ 41، الحاكم في المستدرك 4/ 445، أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 11، المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38721، 39734، أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 61، قال: فعرفت أنَّ بني فلان من العرب؛ لأن العجم إنما تنسب إلى قراها. قال الرَّشَاطِيُّ: كان ممن طلب بدم عثمان. قال ابْنُ حِبَّانَ: له صحبة، سكن البصرة، ومات بها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال