تسجيل الدخول


صعصعة بن ناجية

صَعْصَعَة بن نَاجِية بن عِقَال:
هو ابن عم الأَقرع بن حابس بن عقال، ومن ولد صعصعة: الفرزدق الشاعر؛ واسْمُه همام بن غالب بن صعصعة، ومن ولده أيضًا عِقَال بن شَبَّة بن عِقَال، ونزل هو وولده البصرة، وقال البغويّ: سكن البصرة، وقال ابنُ السَّكَنِ: له صحبة، وذكر الزّبير بن بكار في "الموفقيات" عن عرابة بن الحكم قال: دخل صعصعة بن ناجية المجاشعيّ جَدّ الفرزدق على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "كيف عِلْمُكَ بمضر؟" قال: يا رسول الله، أنا أعلم النَّاس بهم، تميم هامتها، وكاهلها الشّديد الذي يوثَقُ به ويحمل عليه، وكِنَانَة وَجْهها الذي فيه السَّمعُ والبصر؛ وقيس فرسانها ونجومها، وأَسَد لسانها، فقال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم: "صدقْتَ"(*)، وروى النَّسَائِيُّ في "التّفسير" عن صعصعة عَمّ الأحنف؛ قال: قدمْت على النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فسمعته يقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] قلت: حَسْبي حَسْبِي(*)، وروى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وابنُ السَّكَنِ، والطَّبَرَانِيُّ عن صعصعة بن ناجية جَدّ الفرزدق قال: قدمت على النبي صَلَّى الله عليه وسلم فعرض عليّ الإِسلام، فأَسلمت، وعَلَّمني آيًا من القرآن، فقلت: يا رسول الله، إِني عملت أَعمالًا في الجاهلية، فهل لي فيها من أَجر؟ قال: "وَمَا عَمِلتَ؟" قُلْتُ: ضَلَّتْ نَاقَتَانِ لِي عُشَرْاوَان، فَخَرَجْتُ أُبْغِيهِمَا عَلَى جَمَل لِي فَرُفِعَ لِي بَيْتَانِ فِي فَضَاءٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقَصَدْتُ قَصْدَهُمَا، فَوَجَدْتُ فِي أَحَدَهِمَا شَيْخًا كَبِيْرًا، فَبَيْنَمَا هُوَ يُخَاطِبُنِي وَأَخَاطِبُهُ إِذْ نَادَتْهُ امْرَأَةٌ: قَدْ وَلَدْتُ.. قَدْ وَلَدْتُ.. قال: "وَمَا وَلَدْت"؟ قَالَتْ: جَارِيَةٌ، قَالَ: فَادْفِنِيهَا، فَقُلْتُ: أَنَا أَشْتَري مِنْكِ رُوحَها، لاَ تَقْتُلْهَا، فَاشْتَرَيْتُهَا بِنَاقَتَيّ وَوَلَدَيْهِمَا، وَالْبَعِيْرُ الَّذِي تَحْتِي، وَظَهَرَ الإِسْلَامُ وَقَدْ أَحْيَيْتُ ثَلَاثِمَائَة وَسِتِّيْنَ مَوءُودَةً أَشْتَرِي كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِنَاقَتَيْنِ عُشَرَاوَيْنِ وَجَمَلَ؛ فَهَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذَا بَابٌ مِنَ الْبِرِّ، لَكَ أَجْرُهُ إِذْ مَنَّ الله عَلَيْكَ بِالإِسْلَامِ"(*) ذكره العقيلي في الضعفاء 2 / 229، وفي ذلك يقول الفرزدق:
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الوَائِدَاتِ وَأَحْيَا الوَئيدَ فَلَمْ يُوأَدِ
ويقال: إنه أوّل مَنْ فعل ذلك؛ قال ابن حجر العسقلاني: وقد ثبت أن زيد بن عمرو بن نُفَيل كان يفعل ذلك، فيحتمل أَوَّلِيَّة صعصعة على خصوص تميم ونحوهم، وأولية زيد على خصوص قريش، وكان صعْصَعَةُ من أشراف بني مجاشع في الجاهليَّة والإسلام، وكان من أَشراف بني تميم، وروى ابْنُ الأَعْرَابِيِّ في معجمه، من طريق عِقَال بن شَبّة بن عقال، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ قال: "مَنْ ضَمِنَ ليِ مَا بَيْنَ لَحيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ أَضْمَنُ لَهُ الجَنَّةَ"(*) أورده الهيثمي في الزوائد 10/303 عن عائشة، أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43205، وروى أبُو يَعْلَى والطَّبَرَانِيُّ بهذا الإسناد، وقال: دخلْتُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، بمن أبدأ؟ قال: "أُمَّكَ وأَبَاكَ وأُخْتَكَ وَأَخَاكَ وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ"(*). روى صعصعة عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عنه ابنه عِقال، والطّفيل بن عَمْرو، والحسن، واختُلِف عليه؛ فقيل: عنه، عن صعصعة؛ عم الأحنف، ورجَّحَه العسكريّ، وقيل: عنه، عن صعصعة؛ عَمّ الفرزدق؛ وبه جزم أبو عُمَر؛ لكن ليس للفرزدق عَمٌّ اسمه صعصعة، وإنما صعصعة جده.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال