تسجيل الدخول


أبو يحيى سهل بن أبي حثمة الأنصاري

سَهْلُ بن أَبي حَثْمَة الأَنصاري الأَوسي:
اختُلِف في اسم أَبيه، فقيل: عبد اللّه، وعبيد اللّه، وقيل: عامر بن ساعدة بن عامر، ويكنى أبا عبد الرَّحمن، وقيل: أبا يحيى، وقيل: أبا محمد، ووُلِدَ سهلُ بن أبي حثمة سنة ثلاثٍ من الهجرة؛ وأمُّه أمُّ الربيع بنت أسلم بن حَرِيْس، ووَلَد سهل بن أبي حثمة: محمدًا؛ وهو أبو عُفير؛ وأمه تَحْيَا بنت البَرَاء بن عَازِب، وسليمانَ؛ وأمُّه أمَةُ الله بنت تميم بن معبد، ويحيى؛ وأمُّه أمامة بنت عبد الرحمن بن سهل، وإسحاقَ، لا عقب له، وعيسي، لا عقب له؛ وأمُّهما أُمُّ ولد، وقال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عن أبي حاتم: بايع سهلٌ تحت الشَّجرة، وشهد المشاهد إلا بَدْرًا، وكان دليلَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ليلة أحُد، فقال ابْنُ الْقطَّانِ: هذا لا يصح؛ لاتفاق الأئمة على أنه كان ابْنَ ثمان سنين أو نحوها عند موت النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ منهم ابن منده، وابن حبان، وابن السَّكن، والحاكم أبو أحمد، والطبري؛ وجَزم بأنه مات في أول خلافة معاوية. وغلط؛ فإنَّ ذلك أبوه؛ وأرجع ابن حجر قول مَنْ قال: شهد المشاهد... إلخ إلى اشتباه بسَهْل بن الحنظلية؛ فإنه الذي وُصف بما ذكر، ويقال: بأنّ الموصوف بذلك أبوه أبو حَثْمة؛ وهو الذي بعثه النّبي صَلَّى الله عليه وسلم خارِصًا، وكان الدليلَ إلى أحُد.
وقد حدَّث سهل عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم بأحاديث، وحدّث أيضًا عن زيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة، وروى عنه ابنه محمد، وابن أخيه محمد بن سليمان بن أبي حَثْمة، وبُشَير بن يسار، وصالح بن خَوّات، ونافع بن جُبير، وعُرْوة، وعبد الرّحمن بن مسعود، وابن شهاب، وغيرهم، وشكك أبو عمر في سماع ابْنِ شهاب منه، وحديثه في صلاة الخوف صحيح مشهور، رواه صالح بن خَوَّات بن جُبَير، عن سهل بن أَبي حثمة أَنه قال في صلاة الخوف، قال: يقوم الإِمام مستقبل القبلة، وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة قِبَل العَدُوِّ، وجوهُهُم إِلى العدو، فيركع بهم ركعة، وذكر الحديث...؛ قال الواقديّ: حفظ عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فروَى وأتقن‏، وروى محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، عن جده، قال: كنت أرى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يزورنا وأنا غلام ألعب مع الصبيان، فرآنا يومًا ونحن نحفر عند آطَامِنا فنهانا(*) وروى أبو ليلى ابن عبد الله بن عبد الرحمن، عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره رجال من كبراء قومه: أن عبد الله بن سهل ومُحَيِّصَة خرجا إلى خبير مِنْ جَهْدٍ أصابهما، فأَتَى محيصة، فأخبر أن عبد الله بن سهل قد قُتِلَ وطُرِح في فَقِير أو عين، فأَتَى يهودَ فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: والله ما قتلناه، فأقبل حتى قَدِمَ على قومه، فذكر ذلك لهم، ثم أقبل هو وأخوه حُوَيّصَة ــ وهو أكبر منه ــ وعبد الرحمن بن سهل أخو المقتول، إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فذهب محيصة ليتكلم ــ وهو الذي كان بخبير ــ فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الكُبْر الكُبْر" ــ يريد السن ــ فتكلم حُويّصة، ثم تكلم مُحَيِّصة فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إما أن يَدُوا صاحِبَكم، وإما أن يُؤْذَنُوا بحرب". فكتب إليهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في ذلك، فَكَتَبُوا: إنا والله ما قتلناه. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لمحَيّصة وحويّصة وعبد الرحمن: "تحلفون وتستحقون دم صاحبكم"؟. قالوا: لا. قال: "فتحلف لكم يَهُودُ"، قالوا: ليسوا بمسلمين، فَوَدَاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِه، فبعث إليهم بمائة ناقة حتى أُدخلت عليهم الدار، قال سهل: لقد رَكَضَتْنِي منها ناقَةٌ حمراء(*). قال أبو عمر: وهو معدود في أهل المدينة، وبها كانت وفاته.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال