1 من 6
الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن شداد بن عبد الله بن قُرْط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية. وقيل خالد بدل خلف، وقيل صدَّاد بدل شداد، وقيل ضرار؛ والدة سليمان بن أبي حَثْمة. قيل: اسمها ليلى؛ قاله أحمد بن صالح المصري. وقال أبو عمر: قال ابن سعد: أُمُّها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران المخزومية، وأسلمت الشفاء قبل الهجرة، وهي من المهاجرات الأول. وبايعت النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يزورها ويَقِيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فِرَاشًا وإزارًا ينامُ فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان بن الحكم، وقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "عَلِّمي حَفْصَةَ رُقْيةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِهَا الْكِتَابَةَ""(*) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 414، المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28368، 34381. .
وأقطعها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دارها عند الحكاكين بالمدينة، فنزَلَتْها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، وربما وَلّاها شيئًا من أَمر السوق.
روى عنها حفيداها: أبو بكر، وعثمان، ابنا سليمان بن أبي حثمة. انتهى كلامه.
روى عنها أيضًا ابنُها سُلَيْمَانُ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وحفصة أم المؤمنين، ومولاها أبو إسحاق.
وفي المسند، من طريق المَسْعُودِيِّ، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آلِ أبي حَثْمة، عن الشفاء بنت عبد الله، وكانت من المهاجرات ـــ أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سُئل عن أفضل الأعمال فقال: "إِيمَانُ بِالله،ِ وَجِهَادٌ فِي سِبيلِهِ، وَحَجُّ مَبْرُورٌ".(*)
وأخرج ابْنُ مَنْدَه حديث رُقية النمْلة مِنْ طريق الثوري، عن بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة، عن حفصة ـــ أن امرأةً من قريش يقال لها الشفاء كانت ترقي من النملة؛ فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "عَلِّمِيها حَفْصَةَ".(*) وذكر الاختلاف في وَصله وإرساله على الثوري.
وأخرجه ابْنُ مَنْدَه وأَبُو نُعَيْمٍ مطولًا من طريق عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حَثْمَة، عن أبيه عثمان، عن الشفاء ــــ أنها كانت تَرْقِي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة قبل أنْ يخرج فقدمت عليه؛ فقالت: يا رسول الله؛ إني قد كنْتُ أَرقي برقي في الجاهلية، فقد أردت أن أَعرضها عليك. قال: "فَاعْرِضِيهَا". قالت: فعرضتها عليه، وكانت ترقي من النملة؛ فقال: "ارْقِي بِهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ".(*) إلى هنا رواية ابن منده؛ وزاد أبو نعيم: "بِاسْمِ اللهِ صلو صلب خير يَعُودُ مِنْ أَفْوَاهِهَا وَلَا يَضُرُّ أَحَدًا، اكْشِفِ البَاسَ رَبّ النَّاسِ"ِ. قال: "ترْقِي بِهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَتَضَعهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُم تُدْلكُهُ عَلَى حَجَرٍ بِخَلٍّ خُمْرٍ مُصَفَّى، ثُمَّ تطْلِيهِ عَلَى النَّملَةِ".
وأخرجه أَبُو نُعَيْمٍ عن الطَّبَرَانِيِّ مِن طريق صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ـــ أن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا قاعدة عند حفصة؛ فقال: "مَا عَلَيْكِ أَنْ تُعَلِّمِي هَذِهِ رُقْيَةَ النَّملَةِ كَمَا عَلَّمْتِهَا الْكِتَابَةَ".(*)
وأخرج ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وأَبُو نُعَيْمٍ، من طريقه بسنده عن الزهري، عن أبي سلمة، عن الشفاء بنت عبد الله: أتيتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم أسأله، فجعل يعتذر إليّ وأنا ألومه، فحضرت الصلاة، فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحتَ شرحبيل ابن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت، فجعلتُ أقول: قد حضرت الصلاة وأنتَ في البيت؟ وجعلت أَلومه، فقال: يا خالتي، لا تلوميني؛ فإنه كان لنا ثوبٌ فاستعاره رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم. فقلت: بأبي وأمي! إني كنْتُ ألومُه، وهذه حالُه ولا أشعر. قال شرحبيل: وما كان إلا درعًا رَقعناه.(*) وفي سنده عبد الوهاب بن الضحاك، وهو واهٍ، ولها ذكر في ترجمة عاتكة بنت أسيد بن أَبي العِيص [[ذكر الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ في كتاب "النَّسَب" عن محمد بن سلام، قال: أرسل عُمَر بن الخطّاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدويّة أن اغْدِي عليّ؛ قالت: فغدَوْتُ عليه، فوجدت عاتكة بنت أُسيد بن أبي العيص ببابه، فدخلنا فتحدَّثْنَا ساعة، فدعا بنَمَط فأعطاها إياه، ودعا بنمَط دونه فأعطانيه؛ قالت: فقالت: "يا عمر، أنا قَبْلَها إسلامًا، وأنا بنْتُ عمّك دونها، وأرسَلْتَ إليّ وأَتَتْ من قِبَل نفسها! قال: ما كنتُ رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما تذكّرت أنها أقرَبُ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مِنْك.]] <<من ترجمة عاتكة بنت أسيد بن أبي العِيص "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.
(< جـ8/ص 201>)
2 من 6
الشفاء بنت عبد الرحمن الأنصارية، مدنية.
روى عنها أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ذكرها أَبُو عُمَرَ مختصرًا، وذكرها ابْنُ مَنْدَه كذلك، لكن لم يقل أنصارية ولا مدنية، وزاد: أراها الأولى، يعني الشفاء بنت عبد الله بن سليمان بن أبي حَثمة، وهو كما ظنّ. والحديثُ المشارُ إليه هو الذي ذكره في ترجمة الشفاء بنت عبد الله، من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها في قصة شرحبيل [[ابن]] حَسَنة، كأن بعضَ الرواةِ غلط في اسم أبيها، فقال عبد الرحمن، ووهم من نسبها أنصارية.
(< جـ8/ص 207>)
3 من 6
ليلى بنت عبد الله العدويَّة: هي الشَّفاء. تقدَّمت، سماها المستغفري عن ابْنِ حِبَّانَ. (< جـ8/ص 305>)
4 من 6
أم سلمة بنت أبي حكيم: تأتي في أم سليمان.
(< جـ8/ص 407>)
5 من 6
أم سليم بنت حكيم: تأتي في أم سليمان.
(< جـ8/ص 408>)
6 من 6
أم سليمان بنت أبي حكيم: يقال: هي والدة سليمان بن أبي حثمة.
وتقدم أن اسمها الشّفاء، وقال: هي غيرها. قال أَبُو عُمَرَ: أم سليمان، وقيل أم سليم العدويّة، وقال بعضهم: أم سلمة. روى عنها عبد الله بن الطّيب أو الطبيب ـــ أنها قالت: أدركت من النّساء وهن يصلّين مع النّبي صَلَّى الله عليه وسلم الفرائض.(*)
قلت: وصله ابْنُ مَنْدَه من طريق أحمد بن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن فلان، عن أم سليم بنت أبي حكيم ـــ فذكره، ولم يقل في آخره الفرائض. قال: ورواه محمد بن عبد الوهاب، عن ابن شهاب، فقال: عن أم سلمة بنت حكيم.
قلت: رواية بنت بن عبد الوهاب وصلها الطّبرانيّ في الأوسط، عن موسى بن هارون، عنه.واعتمد الذّهبي على رواية ابن يونس، ففسر القواعد بقواعد إبراهيم، وليس كما ظنّ، بل المراد القواعد من النّساء.
هكذا أخرجه أَبُو بَكَرِ بْنُ أَبِي شَيْبَة؛ عن أحمد بن يونس بلفظِ: "لَا تُصَلّينَ الفَرَائِضَ".(*) والسنَدُ ضعيف من أجل ابن أبي ليلى؛ وهو محمد؛ وشيخه عبد الكريم، وهو ابنُ أبي المخارق.
وقد أخرجه ابْنُ مَنْدَه أيضًا في ترجمة أم سليمان بن أبي خَثْمة، من طريق أبي محصن ابن حصين بن نمير، عن ابن أبي ليلى كذلك؛ فقال: عبد الله بن الطّيب، فذكره.
وأخرجه أَبُو نُعَيْمٍ من مسند الحسن بن سفيان، عن محمد بن جامع، عن أبي محصن، عن ابن أبي ليلى كذلك.
(< جـ8/ص 410>)