1 من 1
مسلم بن عقبة بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يَرْبوع بن غَيْظ بن مُرة ابن عوف المرّي، أبو عقبة، الأمير من قِبَل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزَوا المدينة يوم الحرّة.
ذكره ابنُ عَسَاكِرَ، وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد صفين مع معاوية، وكان على الرجّالة. وعُمْدتُه في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده، قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وَجّهَ إليهم عسْكرًا أمَرَّ عليه مسلم بن عقبة المُري، وهو يومئذ شيخٌ ابن بضع وتسعين سنة؛ فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهْلًا.
وقد أفحش مسلم القولَ والفِعْلَ بأهل المدينة، وأسرف في قتْل الكبير والصغير حتى سموه مسرفًا، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك، والعسكرُ ينهبون ويقتلون ويفجرون، ثم رفع القتل، وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية، وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب ابْنَ الزبير لتخلُّفه عن البيعة ليزيد فعوجل بالموت، فمات بالطريق؛ وذاك سنة ثلاث وستين، واستمر الجيْشُ إلى مكة، فحاصروا ابْنَ الزبير، ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس، فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية، وانصرفوا، وكفى الله المؤمنين القتال.
والقصة معروفة في التواريخ، ولولا ذِكرُ ابن عساكر لما ذكرته كما تقدم في الاعتذار عن ذِكْرِ مثل هذا في ترجمة عبد الرحمن بن مُلْجَم.
(< جـ6/ص 232>)