1 من 1
حذيفة بن اليمان القطيعي:
حذيفة بن اليمان، يُكْنَى أبا عبد الله، واسم اليمان حُسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذَيْفة بن حِسْل، ويقال: حَسْيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جِرْوَة بن الحارث بن مازن بن قُطيعة بن عَبْس العبسي القطيعي، من بني عبس بن بغيض بن رَيْث بن غطفان، حَليفُ لبني عبد الأشهل من الأنصار.
وأمُّه امرأةٌ من الأنصار من الأوس من بني عبد الأشهل، واسمُها الرّباب بنت كعب بن عديّ بن عبد الأشهل، وإنما قيل لأبيه حسَيْل اليمان؛ لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عَبْس، وكان جرْوة بن الحارث أيضًا يقال له: اليمان؛ لأنه أصاب في قومه دمًا فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل؛ فسمَّاه قومُه اليمان؛ لأنه حالَف اليمانية.
شهد حُذيفة وأبوه حسَيل وأخوه صَفْوان أُحُدًا، وقتَل أباه يومئذٍ بعض المسلمين وهو يَحْسِبه من المشركين.
كان حُذيفة من كبار أصحابِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو الذي بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الخندق ينظُرُ إلى قريش، فجاءه بخَبَرِ رحيلهم، وكان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين، وهو معروفٌ في الصّحابة بصاحب سرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان عمر ينظر إليه عند موت مَنْ مات منهم، فإنْ لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدْها عمر، وكان حذيفة يقول: خيَّرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين الهِجْرة والنّصرة. فاختَرْتُ النّصرة، وهو حليفٌ للأنصار لبني عبد الأشهل. وشهد حذيفةُ نهاونِد، فلما قُتِل النّعمان بن مقرّن أخذ الرّايةَ، وكان فتح هَمذان والرَّيّ والدينَور على يد حذيفة، وكانت فتوحُه كلّها سنة اثنتين وعشرين.
ومات حذيفة سنة ستّ وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة علي، وقيل: تُوفِّي سنة خمس وثلاثين، والأوَّل أصحّ، وكان موته بعد أنْ أتى نَعْي عثمان إلى الكوفة ولم يُدْرك الجَمَل.
وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصِفِّين، وكانا قد بايعا عليًّا بوصيةِ أبيهما إِياهما بذلك.
سئل حذيفة أي الفتن أشدّ؟ قال: إن يُعْرض عليك الخير والشّر فلا تدرى أيهما تركب. وقال حذيفة: لا تقوم الساعة حتي يسود كل قبيلة منافِقوها.
(< جـ1/ص 393>)