1 من 1
نافع بن الأسود بن قُطنة بن مالك التميمي ثم الأسيِّدي، بالتشديد، من بني أسيّد بن عمرو بن تميم.
قال المَرْزَبَانِيُّ: مخضرم، يكنى أبا نُجَيْد، يقول: لما قتل عبد الله بن المنذر بن الحلَاحل التميميّ باليمامة مع خالد بن الوليد، فذكر المرثية، وقد ذكرت منها في ترجمة عبد الله المذكور، وقال الدّارقطني في المؤتلف: أبو محمد نافع بن الأسود شهد فتوح العراق وهو القائل:
قَوْمِي أُسَيدٌ إِنْ سَأَلْتَ وَمَعْدنِي فَلَقَدْ عَلِمْتَ مَعَادِنَ الأَحْسَابِ
[الكامل]
يقول فيها:
مَا كَانَ بَعْدَكَ فِي النَّاسِ مِنْ رَجُلٍ وَلاَ يُوازِيهِ فِي نُعْمَى وَإِرْصَادِ
[البسيط]
وأنشد المَرْزَبَانِيُّ:
أَلاَ رُبَّ نَهْبٍ قَدْ حَوَيْتُ وَغَـارَةٍ شَهدْتُ عَلَى عَبْلٍ أسِيلِ المُقَلَّدِ
وَقَرْنٍ تَرَكْتُ الطَّيْرَ تَحْجِلُ حَوْلَهُ فَقَرَّعْتُهُ ضَرْبًا بِعَضـــــْبِ المُهَنــَّدِ
[الطويل]
وأنشد سيفٌ في الفتوح أشعارًا كثيرة يفتخر فيها بقوله، ويذكر مشاهده في فتح الشّام والعراق فمنها قوله:
وَقَالَ العُصَاةُ مِنْ مــــَعْدٍّ وَغَيْــــرِهَا تَمِيمُكَ أَكْفَاءُ المــُلُـــــوكِ الأَعـــَاظِـــمِ
وَهُمْ أَهْلُ عِـــــــزٍّ ثَابِــتٍ وَأَرُومَـــــةِ وَهُمْ مِنْ مَعَدٍّ في الذُّرَى وَالغَلَاصِـمِ
وَهُمْ يَضْمَنُونَ المَالَ لِلْجَارِ مــَا ثَوَى وَهُمْ يُطْعِـــمُونَ الدَّهْرَ ضَرْبــــَةَ لاَزِمِ
كَذَلِكَ كَانَ الله شــَرَّفَ فُرْسَانـــَهــَا فـــــِي الــــــزَّمــــَانِ الأَوَّلِ المتَقـــــــَادِمِ
وَحِينَ أَتــَى الإِسْلَامُ كَانُوا أَئِمــــــــــَّةٍ وَنــــــَادوا مَعَدًّا كُلَّهـــــــَا بِالجَرَائـــــِـمِ
إِلَى هِجْرَةٍ كَانَتْ سَنـــَـاءً وَرِفْــــعَةً لِبــــــَاقِيهِمُ فِيهِــــــمْ وَخَيــــْرَ مَراغِــمِ
فَجَاءَتْ بِهِمْ فِي الكَتَائِـبِ نُصْـــــرَةٌ فَكَانُوا حُمَاةَ النَّاسِ عِنْدَ العَظَائِــمِ
فَصُفُّوا لأَهْلِ الشِّــرْكِ ثــُمَّ تَكَبْكَبُوا وَطَارُوا عَلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ الصَّوَارِمِ
لَدَى غَــدْوَةٍ حَتَّى تَوَلــّوا تَسُوقُـــهُمْ سُيُوفُ تَمِيمٍ كَاللّيــُوثِ الضَّرَاغِــــمِ
[الطويل]
(< جـ6/ص 385>)