1 من 2
أبو وَجْزَة السعدي.
له إدراك؛ قال ابْنُ عَسَاكِرَ: أظنه جدَّ أبي وَجْزةَ الشاعر الذي روَى عنه هشام بن عروة؛ وقدم الشام مع عمر؛ ثم ساق من طريق أبي رجاء التميمي، عن السائب بن يزيد المخزومي؛ قال: لما أتى عُمر الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد، فدخل أبو وَجْزَة السعدي، وخالدٌ عند عمر؛ فقال: أها هنا خالد: فحسر خالد اللثَام عنه؛ فقال له أبو وجزة: والله إنك لأصبحهم خَدًّا، وأكرمهم جدًّا، وأوسعهم مَجْدًا، وأبسطهم رِفْدًا؛ قال: ثم رآه عمر بالمدينة، فقال: ألم أَنْهُ عن مدح خالد عندي! فقال أبو وَجْزة: من أعطانا مدَحْناه، ومَنْ حرمنا [[سببناه]]، كما يسبّ العبد سيده. فقال عمر: يا أبا وجزة؛ وكيف يسبُّ العبد سيده؟ قال: من حيث لا يعلم ولا يسمع يا أمير المؤمنين.
وجوَّز ابْنُ عَسَاكِرَ أن يكون هذا هو الحارث بن أبي وجزة الذي تقدم ذكره في القسم الأول من حرف الحاء؛ وليس بجيد، لأنَّ ذاك قرشي وهذا سعدي، وسياقُ القصتين مختلف جدًا. والله أعلم.
(< جـ7/ص 376>)
2 من 2
يزيد بن عبيد السلمي أبو وَجْزة.
ذكره ابْنُ شَاهِينَ في الصّحابة، وأخرج من طريق ابن أبي ذِئب، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب، عن أبي وَجْزَة يزيد بن عبيد؛ قال: لما قفل رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلم مِنْ غزوة تبوك أَتاه وَفْدُ بني فزَارة فيهم خارجة بن حصين، والحارث بن قيس، وهو أصغرهم؛ فنزلوا في دارِ رَمْلة بنت الحارث؛ وهذا مرسل.
وأبو وَجْزَة تابعي مشهور بالسّعدي.
وقد أخرج هذا الحديث الواقديّ في المغازي مِنْ هذا الوجه؛ فقال في سياقه: عن أبي وَجْزَة السعدي.
وقد حكى المزربانيّ عن المبرد أنّ أبا وَجْزَةَ سلمي الأصل؛ وإنما قيل له السعديّ؛ لأنه نزل في بني سَعْد.
قلت: والحديثُ المذكور من مراسيله، وحديثُ أبي وجزة هذا في السّنن عن عمر بن أبي سلمة المخزومي رَبيب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، وكان شاعرًا مشهورًا، سكن المدينة، ومات بها سنة ثلاثين ومائة.
(< جـ6/ص 563>)