تسجيل الدخول


مختار بن أبي عبيد

المختار، وقيل: مُختَـارُ بن أبي عبيد بن مسعود الثقفيّ.
أَخرجه أَبو عمر، وقال ابن عبد البرّ: يكنى أبا إسحاق. وُلد المختار عام الهجرة، كان أبوه من جِلّة الصّحابة، وقدم من الطَّائف في زمن عمر حين ندب الناس إلى العراق، فخرج أبو عبيدة فاستشهد يوم الجسر، وبقي ولده بالمدينة؛ وأقام المختار بالمدينة منقطعًا إلى بني هاشم، ثم كان مع عليّ بالعراق، وسكن البصرة بعد عليّ، وله قصّة مع الحسن بن عليّ لما ولي الخلافة، ووشى إلى عبيد الله بن زياد عنه أنه يُنكر قتْل الحسين ونحو ذلك، فأمر بجَلْدِه وحبْسه، حتى أرسل ابن عمر يشفع فيه فنفاه إلى الطّائف، فأقام بها حتى مات يزيد بن معاوية.
قال ابن حجر العسقلاني: لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد من قريش وثقيف إلا شهد حجّة الوداع؛ فمن ثم يكون المختار من هذا القسم ــ قسم الذين ذُكِرُوا في الكتب على سبيل الوهم والغلط مع بيان ذلك بالأدلة، ولم يذكر فيه إلا ما كان الوهم فيه بيِّنًا وأما ما كان به احتمال فلم يذكره إلا إذا غلب على ظنه بطلان هذا الاحتمال.
كان يرسل المال إلى ابن عمر، وابن عباس، وابن الحنفية وغيرهم، فيقبلونه منه، أخباره غير مرضية حكاها عنه ثقاتٌ مثل الشّعبي وغيره، وكان معدودًا في أهل الفَضْل والخير، أرسل ابْنُ الزبير المختار إلى الكوفة ليؤكد له أمرَ بيعته، وولي عبد الله بن مطيع إمْرَة الكوفة، فأظهر المختارُ أنّ ابْنَ الزبير دعا في السرّ للطّلب بدم الحسين، فدخل في طاعته جَمْعٌ جَمّ من الشيعة بالكوفة، فغلب عليها، وتطلَّبَ قتلة الحسين فقتلهم؛ قتل شمر بن ذي الجَوْشَن الذي باشر قتْل الحسين، وخولي بن يزيد الذي سار برأسه إلى الكوفة، وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي حاربوا الحسين حتى قتلوه، وقَتَل معه ولده حفصًا، وأرسل إبراهيم بن الأشتر في عسْكرِ كثيف، فلقي عبيد الله بن زياد الذي كان جَهَّزَ الجيش إلى الحسين فحاربوه، فقتل عبيد الله بن زياد في تلك الواقعة، فلذلك أحبَّ المختارَ كثير من المسلمين؛ فإنه أبلى في ذلك بلاء حسنًا، ثم وقع بين ابن الزبير وابن الحنفية وابن العبّاس ما وقع لكونهما امتنعا من المبايعة له، فحصرهما ومَنْ كان من جهتها في الشّعب؛ فبلغ المختار فأرسل عسكرًا كثيفًا، وأَمَّر عليهم أبا عبد الله الجَدلي، فهجموا مكّة، وأخرجوهما من الشِّعْب، فلحقا بالطّائف، فشكر الناسُ للمختار ذلك، وفي ذلك يقول المختار ما أنشد له المرزباني:
تَسَرْبَلْتُ مِنْ هَمْدَانَ دِرْعًا حَصِينَـةً تـَرُدُّ
العَوَالِي
بالأُنوفِ
الرَّوَاغِمِ
هُمُو نَصَــروا آلَ
الرَّسُولِ
مُحَمَّدٍ وَقَدْ أَجْحَفَتِ بِالنَّاسِ إِحْدَى العَظَائِـمِ
وَفَوْا حِينَ أَعْطَوا عَهْدَهُمُ
لإمَامِهِمْ وَكَفُّوا عَنِ الإِسْلاَمِ سَيْفَ
المَظَالِـمِ
وكانت إمارته على الكوفة ستة عشر شهرًا، وقيل: سنة ونصف سنة، وكان عمره سبعًا وستين سنة، ثم سار إليه مصعب من البصرة، فلما التقى المختار ومصعب خذَل المختارُ أولئك الذين كانوا معه، فقتل المختار سنة سبع وستين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال