تسجيل الدخول


نافع أبو سليمان

1 من 2
نافع بن سليمان العبديّ.

يقال: إنه رأى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وحفظ عنه وهو صغير. روَى حديثه إسحاق بن راهويه في مسنده، وقال: أخبرني سليمان بن نافع العبديّ بحلَب؛ قال: قال لي أبي: وفد المنذر بن ساوي من البحرين ومعه أناسٌ وأنا غلام أعقل أُمْسك جمالهم، فذهبوا بسلاحهم فسلَّمُوا على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثيابًا كانت معه، ومسح لحيته بدُهن، فأتى نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مع الجمال أنظر إلى نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقال المُنْذِرُ: قال لي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "رَأيْتُ مِنْكَ مَا لَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِكَ؟" فقلت: أشيء جُبلْتُ عليه أو أحْدثته؟ قال:" لا، بل جُبِلتَ عليه". فلما أسلموا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: "أَسْلمَتْ عَبْدُ القَيْسِ طَوْعًا، وَأَسْلَمَ النَّاسُ كرْهًا".(*)

قال سُلَيْمَانُ: وعاش أبي مائة وعشرين سنة.

وأخرجه الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ نَافِعٍ جميعًا، عن موسى بن هارون، عن إسحاق؛ قال موسى: ليس عند إسحاق أعلى مِنْ هذا.

وأخرجه ابْنُ بَشْرَانَ فِي "أَمَالِيهِ"، عن دعلج، عن موسى وسليمان، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، ولم يذكر فيه جرحًا.

والقصّة [[التي]] ذكرها للمنذر بن ساوَي معروفة للأشجّ، واسمه المنذر بن عائذ؛ وأظنّ سليمان وهم في ذكر سِنّ أبيه، لأنه لو كان غلامًا سنة الوفود، وعاش هذا القدر، لبقي إلى سنة عشرين ومائة؛ وهو باطل؛ فلعله قال: عاش مائة وعشرًا؛ لأن أبا الطّفيل آخِرُ مَنْ رأى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مَوْتًا، وأكثر ما قيل في سنة وفاته سنة عشر ومائة. وقد ثبت في الصّحيحين أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم في آخر عمره: "لاَ يَبْقَى بَعْدَ مَائِةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ"،(*) وأراد بذلك انخرام قَرْنِه، فكان كذلك.
(< جـ6/ص 320>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال