تسجيل الدخول


مجمع بن حارثة بن عامر

مُجَمِّع بن جَارِية بن عامر الأَوس الأَنصاري الأَوسي، ثم من بني عمرو بن عوف:
أمّه نائلة بنت قيس بن عبدة بن أميّة، وهو أخو زيد بن جارية، وأبوهما يُعرف بحمار الدّارَ، وكان أَبوهما من المنافقين ومن أَصحاب مسجد الضرار. وَلَد مجمّع: يحيَى، وعُبيدَ الله، قُتِلا يوم الحَرَّة، وعبدَ الله، وجَمِيلَة، وأُمُّهم سَلْمَى بنت ثابت بن الدّحْداحَة، وكان يقال لبني عامر في الجاهليّة كِسَرُ الذهب، لِشَرَفهم في قومهم.
يُعد في أهل المدينة، وكان قد جَمَع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ستة كلُّهم من الأَنصار: معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأُبي بن كعب، وأَبو الدرداءِ، وسعد بن عبيد، وأَبو زيد، وكان بقي على المجمع بن جارية سورة أَو سورتان حين توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان غلامًا حَدَثًا حين جمع القرآن.
ويُقال: إن عمر بعثه إلى أهل الكوفة يعلِّمُهم القرآن فتعلّم ابْنُ مسعود فعلّمه القرآن. وقال محمد بن عمر: كان سعد بن عُبيد القاريء من بني عمرو بن عوف إمام مسجد بني عمرو بن عوف، فلمّا قُتل بالقادسيّة اختصم بنو عمرو بن عوف في الإمامة إلى عمر بن الخطّاب وأجمعوا أن يقدّموا مجمّع بن جارية، وكان يُطْعَنُ على مجمّع ويُغْمَصُ عليه لأنّه كان إمام مسجد الضِّرار، فأبَى عمر أن يُقَدِّمه، ثمّ دعاه بعد ذلك فقال: يا مُجَمِّع، عهدي بك والناس يقولون ما يقولون، فقال: يا أمير المؤمنين كنتُ شابًّا وكانت القالةُ لي سريعة، فأمّا اليومَ فقد أبصرتُ ما أنا فيه وعرفتُ الأشياء. فسأل عنه عمر فقالوا: ما نعلم إلاّ خيرًا ولقد جمع القرآن وما تبقي عليه إلاّ سُوَرٌ يسيرة. فقدّمه عمر فصيّره إمامهم في مسجد بني عمرو بن عوف، ولا نعلم مسجدًا يُتنافسُ في إمامه مثل مسجد بني عمرو بن عوف.
قال مجمّع بن جارية: كنّا بضَجْنَان راجعين من المدينة فرأيتُ الناس يركُضون وإذا هم يقولون: أُنْزِل عَلَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فركضتُ مع الناس حتى توافينا عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإذا هو يقرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] فلمّا نزل بها جِبْريل قال: يَهْنِيك يا رسول الله. فلمّا هنّأه جبريل هنّأه المسلمون(*). وأُخرج لمجمع في السنن ثلاثة أحاديث صحَّح الترمذي بعضها. وقد رَوَى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عنه ابن أَخيه: عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، ويعقوب بن مُجَمِّع، وعكرمة بن سَلَمة؛ فروى عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن عمه مُجَمِّع بن جارية قال: سمعت النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يقتل ابن مَريم الدجال بباب لُدَّ"(*) أخرجه الترمذي (2244) وعبد الرزاق (20835) والطبراني في الكبير 19/ 444 وأحمد 3/ 420، 4/ 226 وانظر كنز العمال (38850). .
مات مجمّع بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وليس له عقب‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال