سليم بن جابر الهجيمي
سلمان، وقيل: سليم، وقيل: سليمان بن جابر، وقيل: جابر بن سُليم التميمي الهُجَيْمي.
أَخرجه أَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. مشهور بكنيته أبي جُرَيّ. عِدَادُه في أهل البصرة. له صُحْبة. رُوي حديثُه في البصريّين، وروى عنه أبو رجاء العُطارديَّ، وابن سيرين، وأبو تميمة الهجيمي، وعقيل بن طلحة، وغيره. قال سليمان بن جابر: وفدت إِلى النبي مع رهط من قومي، وَعَلَيَّ إِزار قِطْرِيٌّ، حواشيه على قَدَميّ، وبردة مُرْتَد بها، ورأيتُ رجلًا والنّاس يَصْدُرون عن رأيه، وهو مُحْتَبٍ بشملة قد وقع هُدْبــُها على قدميه فقلت: أيـّكم محمّد، أو رسول الله؟ فأومأ بيده إلى نفسه، وهو قاعد مُحْتَبٍ، وفي رواية أخرى: فقلت: لا إله إلا الله، مَنْ هذا؟ فقيل: رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأتيتُه فقلت: عليك السّلام يا رسولَ الله، فقال: "عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحَيَّةُ الْمَوْتَى، وَلَكِنْ قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ"، فقلت: السّلام عليك يا رسولَ الله، أنت رسولُ الله؟ قال: "نَعَمْ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الّذي إِذَا دَعَوْتَهُ أَجَابَكَ، وَإِذَا أَصَابَتْكَ سَنَةٌ دَعَوْتَهُ فَسَقَاكَ، وَأنْبَتَ لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلتُكَ دَعْوَته فَرَدَّهَا عَلَيْكَ"، فقلتُ: يا رسول الله إني رجلٌ من أهل البادية وفيّ جفاؤهم، فعلِّمْنا شيئًا ينفعنا الله به، قال: "لَا تُحَقِّرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنَ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَقِي، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطُ، وَلَا تُسْبِلِ الإِزَارَ؛ فَإِنَّهُ مِنَ الخُيَلَاءِ، وَالخُيَلَاءِ لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَإِنِ امْرؤُ سَبَّكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَسُبُّهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيِه؛ فَإِنَّ أْجَرهُ لَكَ وَوَبَالَهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ"، قال: فما سببت أحدًا بعيرًا ولا شاةً ولا إنسانًا.