1 من 1
عُقْبَةُ بْنَ نَافِعٍ
(س) عُقْبَةُ بنَ نافِع بن عبد القيس بن لَقِيط بن عَامِر بن أُمَيَّة بن الظَّرِب بن الحَارِث بن عَامِر بن فِهْر القرشي الفِهْري.
ولد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لا تصح له صحبة. وكان أَخا عمْرو بن العاص، وَلاَّه عَمْرُو بنُ العَاص إِفريقيةَ لَمَّا كان على مصر، فانتهى إِلى "لَوَاتَة" و"مزاتة"، فأَطاعوا ثمّ كفروا، فغزاهم من سَنَته فقَتَل وسَبَى، وذلك سنة إِحدى وأَربعين. وافتتح في سنة اثنتين وأَربعين غَدامِس فقتل وسبى، وافتتح في سنة ثلاث وأَربعين مواضع من بلاد السودان، وافتتح "وَدَّان" وهي من حَيِّزِ "برقة" من بلاد إِفريقية، وافتتح عامة بلاد البَرْبَرْ. وهو الذي بنى "القَيْرَوان" وذلك في زمان معاوية، وكانت هي أَصل بلاد إِفريقية، ومسكن الأُمراءِ، ثمّ انتقلوا عنها، وهي إِلى الآن عامرة. وكان معاوية ابن حُدَيج قد اخْتَطَّ القَيْرَوان بموضع يدعى اليوم بالقرْن، فلمّا رآه عقبة بن نافع لم يُعْجِبْه، فركب بالناس إِلى موضع القَيْرَوان اليوم، وكان غَيْضَةً كثير الأَشجار مَأْوى الوحوش والحيّات، فأَمر بقطع ذلك وإِحراقه، واختط المدينة، وأَمر الناس بالبنيان.
قال خليفة بن خياط: وفي سنة خمسين اختط "عقبة" القيروانَ، وأَقام بها ثلاث سنين، وقُتل عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين، بعد أَن غزا "السُّوس الأَقْصَى"، قتله كَسِيلة ابن لَمْرم، وقتل معه أَبا المُهَاجِر دينارًا، وكان "كسيلة" نصرانيًّا، ثم قُتِل "كسيلة" في ذلك العام أَو في العام الذي يليه، قتله زُهَيْر بن قَيْس البَلَوِي.
ويقال: إِن عقبة بن نافع كان مجاب الدعوة.
أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]]، فأَما ابن منده وأَبو عمر فقالا: عقبة بن نافع، وأَما أَبو نُعَيم فقال: "عقبة بن رافع أَو نافع" وقد تقدم ذكره، وهذا هو الصحيح.
كسِيلة: بفتح الكاف، وكسر السين المهملة، وَلَمْرَمْ: بفتح اللام والرّاء، وبينهما ميم ساكنة، وآخره ميم.
(< جـ4/ص 57>)